هيثم الفضل يكتب ..التشويه والتشويش.. !

0

أمواج نيوز :

مواصلة لما بدأناهُ في مقالٍ سابق عن (ريادة) الكيزان في إبتكار الأساليب المُنتنة لمُقارعة الخصوم إنطلاقاً من (إحترافيتهم) في مضمار عدم الحياء من كل ما يُمكن أن يستحي منهُ مُجمل الشعب السوداني كالكذب والنفاق والتلفيق والتزوير والتدليس وغيرها من الصفات التي لا يتورَّعون عن الخوض فيها وإستعمالها ضد المنافسين تحت شعارات برَّاقة على رأسها نُصرة الإسلام ، نضيفُ اليوم إسلوباً جديداً باتوا يستعملونهُ بكثرة في الآونة الأخيرة بعد أن أفل نجمهم وتضعضعت قواهُم وزال جبورتهم وصار بالنسبة إليهم أضعف الإيمان وأقل ما يمكن أن يمارسونه من خُبث سياسي في واقعهم المُنذر بالضياع والخروج الأبدي من ساحة الفعل السياسي السوداني ،

هذا الإسلوب في الحقيقة عجزتُ أن أجد له عنواناً أو إسماً سوى إن جاز التعبير(التشويش والتشويه) في مضامين المصطلحات والتلاعُب بمعانيها ، إستهدافاً لإغتيال شخصية خصمهم وإشانة سمعتهِ وتأليب الرأي العام عليه ، وهذا ما لم ينجحوا فيه عبر مُجمل محاولاتهم بالنظر إلى مستويات الوعي السياسي العالية التي باتت تتحلى بها جماهير الشعب السوداني ، وآخر مثال لإستعمالهم هذا الإسلوب ، تفسيرهم لما قالهُ الأستاذ / وجدي صالح عضو لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو في ندوة أقيمت مساء أول أمس بودمدني ، حيث قال وجدي متحدثاً عن الفلول وأذيالهم من النفعيين (أنهم يشبهون بعضهم في مآلاتهم وأقوالهم وأفعالهم ونواياهم ، وهم لا يشبهوننا) ، وإعمالاً لمبدأ التشويش والتشويه فسَّر المُغرضون ما قالهُ بأنه يتحدَّث عن السحنات والعرقيات والتبايُّن القبلي ، وأشاروا بأن ما قالهُ فيه إشارات عُنصرية ، في محاولة لجر الرأي العام إلى التعامي عن قصدهُ الحقيقي المُتمثِّل في كون الفلول وأذيالهم لا يشبهون الشعب السوداني في أخلاقياته ومبادئه وآماله وتطلُّعاته ، طالما أنهم يقفون حجر عثرة في سبيل تحقيق إرادته الحُرة ويبذلون ما في وسعهم من طاقات من أجل محاربة ثورته وتقزيم تضحياته الجِسام من أجل الإنعتاق وتأسيس دولته المدنية الديموقراطية الباسلة.

ذات الإسلوب المُعنوَّن بالتشويش والتشويه للعبارات والمصطلحات ، واجهتهُ لجنة إزالة التمكين في كل مُخاطباتها ، إنطلاقاً من مُسماها نفسهُ المُتمثِّل في عبارة (تفكيك مؤسسات نظام الثلاثين من يونيو) والتي يصُر الفلول والمُنتفعين من فساد الإنقاذ البائدة ووجود شخوصها على رأس تلك المؤسسات ، أن الثورة وعبر لجنة إزالة التمكين تسعى إلى تفكيك مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة العدلية والعسكرية وغيرها من المؤسسات النظامية ، في إشارة إلى مُهدِّدات وهمية ستطال البنية المؤسسية للدولة عبر أعمال التفكيك التي تضطلع بها اللجنة ، مُتجاهلين المضمون الحقيقي للعبارة التي لا يفوت على عقل حصيف أنها تعني (تفكيك) تلك المؤسسات من الشخوص الذين دخلوها وسيطروا عليها بلا أهلية ولا وجه حق سوى إنتمائهم إلى المؤتمر الوطني المحلول ، بالقدر الذي دفع الأخ / عروة الصادق في لقاء تلفزيوني بقناة الحدث العربية مُقارعاً ذاك المسخ الأمني الكيزاني المدعو الخبير الإستراتيجي حنفي عبد الله ، لأن يصرخ بأعلى صوته (لسنا أغبياء ولا مخبولين) حتى نُفكِّك مؤسساتنا العسكرية والأمنية والشُرطية وخدمتنا المدنية ،

كل ما سبق يستهدف به الكيزان وهم يمتطون صهوة عدم الحياء إغتيال شخصيات ومؤسسات بعينها لأنهم يعتقدون بل متأكِّدون من خطورتها على مساعيهم الجادة والمتواصلة لعرقلة مسارات ثورة ديسمبر المجيدة ومطالبها وشعاراتها التي تُخيفهم وتزعزِع مضاجعهم وفي مقدمتها هُتاف (حُرية ، سلام ، عدالة).
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.