في تطور استراتيجي جديد يعكس سعي السودان لتوسيع دوائر التعاون الدفاعي خارج الإطار التقليدي، أبرم وزير الدفاع السوداني الفريق الركن ياسين إبراهيم ياسين مذكرة تفاهم مع نظيره الماليزي، تضمنت اتفاقًا متشعب المحاور يهدف إلى تعزيز العلاقات العسكرية بين الخرطوم وكوالالمبور، وتأسيس شراكة طويلة الأمد تقوم على تبادل الخبرات والمصالح.
الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في لقاء رسمي بين الجانبين، حمل في طياته رؤية جديدة لتحديث المؤسسة العسكرية السودانية في ظل الظرف الأمني المعقد الذي تعيشه البلاد. واشتملت المذكرة على عدة مجالات حيوية، أبرزها التعاون في برامج التدريب المشترك، وتبادل المعلومات ذات الطابع الأمني والاستخباري، إلى جانب الانخراط في مشاريع الصناعات الدفاعية، بما يشمل التصنيع ونقل التكنولوجيا، وتنفيذ مناورات وتمارين ميدانية مشتركة.
وزارة الدفاع السودانية وصفت المذكرة بأنها خطوة عملية على طريق بناء منظومة دفاعية حديثة، خاصة في ظل اهتمام ماليزيا بالقدرات التصنيعية السودانية التي برزت خلال السنوات الأخيرة رغم التحديات المستمرة. وأكد وزير الدفاع السوداني أن التعاون مع ماليزيا سيسهم في الارتقاء بمستوى الجاهزية القتالية، مشيرًا إلى أن البلاد تخوض معركة مصيرية ضد تمرد خارجي الدعم، مما يستدعي توسيع قنوات الدعم الفني والتقني عبر شراكات محترمة ومتوازنة.
في المقابل، أبدى وزير الدفاع الماليزي استعداد بلاده لنقل تكنولوجيا التصنيع العسكري إلى السودان، خاصة في مجالات الأسلحة الخفيفة والمركبات القتالية، مؤكدًا أن التعاون سيبنى على أساس احترام السيادة وتحقيق المنفعة المتبادلة، مع فتح المجال أمام مشاريع دفاعية مشتركة.
ويأتي توقيع المذكرة في توقيت حرج، حيث تسعى الحكومة الانتقالية في السودان إلى ترسيخ حضورها الدولي من خلال تحالفات عملية، خصوصًا في مجالات الأمن القومي، ومكافحة الإرهاب، وتأمين الموانئ والممرات البحرية الاستراتيجية. ويرى مراقبون أن الشراكة مع ماليزيا قد تكون مدخلًا لتعاون أوسع يشمل جوانب لوجستية وتقنية ذات أولوية عالية في المرحلة الراهنة.