أصدرت نيابة جنوب الجيزة قرارًا بإحالة ستة عشر متهمًا إلى محكمة الجنايات العاجلة، من بينهم ثلاثة يحملون جنسيات أجنبية، بعد ثبوت تورطهم في قضايا ابتزاز إلكتروني وانتهاك خصوصية عدد من المواطنين.
التحقيقات كشفت أن المتهمين استدرجوا ضحاياهم من خلال تطبيقات تُروّج لمنح قروض مالية، ثم استغلوا الصور والمعلومات الشخصية التي حصلوا عليها تحت هذا الغطاء في عمليات تهديد ممنهجة.
النيابة أوضحت أن المتهمين أداروا تطبيقات إلكترونية تطلب من المستخدمين عند التسجيل تحميل صور لبطاقاتهم الشخصية، والتقاط صور حية، ومنح صلاحيات واسعة تشمل الكاميرا، والرسائل، وجهات الاتصال، والموقع الجغرافي. وبعد حصولهم على تلك البيانات، كانوا يدمجونها بمحتوى غير لائق بهدف الضغط النفسي، وإجبار الضحايا على دفع مبالغ مالية لا تستند إلى أي عقود أو التزامات قانونية.
المزيد من المشاركات
كما أظهرت التحقيقات أن أسلوب التهديد اعتمد على إرسال رسائل مباشرة للمجني عليهم تتضمن عبارات مسيئة ومحتوى مخل، مع التهديد بإرسال هذه المواد إلى أفراد من عائلاتهم، وهو ما تسبب في معاناة نفسية كبيرة للضحايا. وقعت هذه الجرائم على مدار ثلاث سنوات، داخل نطاق قسم شرطة العمرانية، مما يعكس امتدادًا زمنيًا لجريمة إلكترونية منظمة.
المتهمون استخدموا حسابات وهمية لإرسال رسائل التهديد، واعترافات ثلاثة منهم عززت من موقف النيابة في توجيه الاتهام، حيث أقروا صراحة بارتكاب الوقائع، وأفادوا بأنهم لجأوا إلى استخدام هذه الوسيلة بعد جمع المعلومات من التطبيق. كما كشفت الأجهزة الأمنية عن تورط عناصر من جنسيات أجنبية، بينهم سودانية وصينية وماليزية، في إدارة هذه العمليات.
تقرير الفحص الفني الصادر عن الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات أكد العثور على رسائل تهديد محفوظة على الأجهزة المضبوطة، إلى جانب صور شخصية للمجني عليهم، ما وفّر أدلة مادية دامغة تدعم الاتهامات. أحد الضحايا، وهو موظف بقطاع التعليم، أوضح في إفادته أنه حمّل التطبيق للحصول على قرض بسيط، ليُفاجأ لاحقًا بتهديدات تطالبه بمبالغ مالية أكبر، وتهدد بإرسال محتوى محرّف لأقاربه.
كما تمكنت إدارة مكافحة جرائم الحاسبات من القبض على عدد من المتهمين بعد بلاغ تقدم به أحد المواطنين، أفاد فيه بتلقيه مبلغًا عبر محفظة إلكترونية، ثم تعرّضه لحملة تهديد مماثلة، وهو ما أكّد وجود نمط احتيالي مكرر. التطبيق محل الاتهام كان متاحًا فقط على متجر “جوجل بلاي”، ولا يسمح باستخدامه إلا بعد الموافقة على صلاحيات كاملة، ما جعله أداة مثالية لجمع البيانات الشخصية واستغلالها في عمليات ابتزاز رقمي ممنهج.
