مصر وقطر تسلمان حماس المقترح الإسرائيلي
الوساطة تدخل مرحلة حاسمة.. مصر وقطر تسلمان حماس المقترح الإسرائيلي والرد خلال أيام

متابعات _ امواج نيوز _ كشفت مصادر مطلعة لقناة القاهرة الإخبارية، أن كلا من مصر وقطر قد سلّمتا رسميًا المقترح الإسرائيلي إلى قيادة حركة حماس، في خطوة وصفها العديد من المراقبين بأنها تمثل نقطة تحول في المفاوضات الجارية. ويُنتظر الآن أن تقدم حركة حماس ردها الرسمي على هذا المقترح في وقت قريب، بعد أن تكون قد أتمت مشاوراتها الداخلية في إطار بحث بنوده وتقييمه.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث واصل الاحتلال الإسرائيلي شن الغارات الجوية المكثفة والهجمات المدفعية على المناطق السكنية، ما أدى إلى تدمير كامل لمربعات سكنية بأكملها، في ظل استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة. هذا التصعيد المستمر أدى إلى زيادة معاناة المدنيين في القطاع، في وقت يعاني فيه القطاع من حصار خانق يمنع وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.
وفيما يخص الوضع الإنساني، أكد شهود عيان وتقارير ميدانية أن عدد الشهداء والجرحى في غزة قد ارتفع بشكل كبير، بينما تواصل فرق الإنقاذ محاولاتها دون جدوى للوصول إلى المناطق التي تعرضت للقصف نتيجة تواصل العدوان وإغلاق الطرقات. يواجه القطاع تحديات كارثية على مستوى الرعاية الصحية، إذ لا تزال المستشفيات تتعرض لضغط شديد، نتيجة نقص المعدات والوقود.
وفي هذه الأثناء، أعلنت حركة حماس أنها قد تسلمت بالفعل المقترح المقدم من مصر وقطر، وأنها بصدد دراسته بعناية. وأوضحت الحركة في بيان لها أنها ستعقد مشاورات داخلية مكثفة لاتخاذ القرار النهائي بشأن هذا المقترح، والذي يُتوقع أن يتم إعلانه قريبًا. وشددت الحركة على أنها لن توافق على أي اتفاقية لا تتضمن عدة شروط أساسية، أبرزها الوقف الدائم لإطلاق النار، انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتنفيذ عمليات تبادل حقيقي للأسرى، إضافة إلى إعادة إعمار القطاع الذي دمره العدوان الإسرائيلي.
ومن ضمن الشروط التي وضعتها حركة حماس أيضًا، رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، مما يعكس تمسك الحركة بحقوق الفلسطينيين في العيش بحرية وكرامة، بعيدًا عن الممارسات القمعية التي تشهدها غزة منذ سنوات طويلة.
وفي وقت تستمر فيه محاولات الجيش الإسرائيلي لتدمير البنى التحتية في غزة، ما جعل التدمير الشامل هو سمة العدوان، فإن المأساة الإنسانية تتفاقم بشكل متسارع، مما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للسكان العزل في القطاع. مشهد الدمار الذي طال المدن الفلسطينية، لا يزال يعكس حجم المأساة الكبرى التي يعيشها أهل غزة.
وفي هذا الإطار، تواصل الوساطة المصرية القطرية العمل على تحقيق هدنة طويلة الأمد، وتعمل الدولتان على ضمان وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي. ويبدو أن هذه الوساطة تمثل الفرصة الأخيرة للتهدئة، في وقت تزايدت فيه الدعوات الدولية لإنهاء العدوان والعمل على تحقيق سلام دائم في المنطقة.
ومع استمرار التوترات، يبقى موقف الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الرئيسية أمام أي تقدم في المفاوضات، حيث رفضت تل أبيب تقديم أي تنازلات جوهرية حتى الآن، ما يعكس تعقيد الوضع السياسي في المنطقة.