بنك التنمية الأفريقي يطلق برنامجاً تنموياً في السودان
"بنك التنمية الأفريقي يطلق برنامجًا تنمويًا جديدًا في السودان ويعلن تمديد الدعم حتى 2026"

متابعات _ امواج نيوز _ أعلن بنك التنمية الأفريقي عن إطلاق برنامج تنموي جديد في السودان، يهدف إلى تعزيز القطاعات الحيوية مثل التعليم، والصحة، والمياه، وذلك في إطار إعادة هيكلة مشروعاته الممولة داخل البلاد. يأتي هذا الإعلان في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للسودان، في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب المستمرة، والتي أثرت بشكل كبير على قدرة الحكومة السودانية على تنفيذ البرنامج التمويلية المقرر بعد نهاية عام 2024.
وقال المدير التنفيذي لمجموعة السودان في البنك الأفريقي للتنمية، السيد روفوس إن، إن البنك قرر تمديد البرنامج القطري الخاص بالسودان حتى نهاية عام 2026، في ظل الظروف الراهنة التي فرضت تحديات ميدانية وأمنية. وأشار إلى أن القرار يأتي حرصًا من البنك على مواصلة تقديم الدعم اللازم للسودان على الرغم من صعوبة تنفيذ البرنامج الجديد في الوقت المحدد.
وخلال لقائه مع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، د. جبريل إبراهيم، في مدينة بورتسودان، أكد المدير التنفيذي للبنك الأفريقي أن البنك يواصل مساعيه لتوفير التمويل للمشروعات التنموية ذات الأولوية في الفترة المقبلة. وأوضح أن دعم البنك مستمر، وأن الحكومة السودانية تبذل جهودًا كبيرة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان نجاح هذه البرامج التنموية.
من جانبه، أشاد وزير المالية د. جبريل إبراهيم بالدعم الذي يقدمه البنك الأفريقي للسودان، مؤكدًا أن الحكومة السودانية تعطي أولوية قصوى للعلاقات مع المؤسسات المالية الإقليمية والدولية. وأشار الوزير إلى أن زيارة المدير التنفيذي للبنك في هذا التوقيت الصعب تعكس الجدية العالية للبنك في دعم السودان. كما أكد د. إبراهيم استعداد الحكومة السودانية لتوفير كافة سبل التعاون والمساعدة اللازمة لضمان نجاح المشروعات الممولة من البنك.
وفي ذات السياق، أشار وكيل وزارة التخطيط الاقتصادي د. محمد بشار إلى أهمية وضع أولويات واضحة للمشروعات التنموية في ضوء الظروف الراهنة لكل قطاع، لافتًا إلى أن البنك الأفريقي ساهم في تعزيز الأمن الغذائي في السودان من خلال منحة بقيمة 76.8 مليون دولار لدعم إنتاج القمح. وأكد على ضرورة وضع خطة شاملة تضمن تنفيذ هذه المشروعات بالشكل الأمثل، مع مراعاة التحديات التي تواجه البلاد حاليًا.
من ناحية أخرى، قدم عدد من المسؤولين في الوزارات الاتحادية تقارير تفصيلية حول المشاكل التي تواجه المشروعات القائمة في القطاعات المستهدفة من البرنامج الجديد. وأوضحوا التحديات الميدانية المتعلقة بتنفيذ المشاريع الحالية، مقدمين اقتراحات وحلولًا لتجاوز العقبات القائمة بما يضمن استفادة أقصى من الدعم المقدم من البنك الأفريقي.
من جانبه، أشاد المدير التنفيذي للبنك بمستوى الالتزام الذي أبدته الحكومة السودانية في سداد المتأخرات المالية، معتبرًا أن هذا الالتزام يعكس رغبة الحكومة في استعادة الثقة المالية وتعزيز العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية. كما دعا المدير التنفيذي إلى ضرورة مشاركة وزير المالية في الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي المقرر عقدها في نهاية مايو المقبل، مؤكدًا أن هذه المشاركة ستكون فرصة لتفعيل الشراكات الإقليمية والدولية وجذب تمويلات جديدة للسودان.
ويذكر أن مجموعة السودان في البنك الأفريقي للتنمية تشمل إلى جانب السودان دولًا أخرى مثل ليبيريا، سيراليون، غانا، وغامبيا، حيث يتم التنسيق بين هذه الدول في إطار سياسات تمويلية مشتركة تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
يُعتبر هذا البرنامج خطوة هامة نحو إعادة بناء السودان بعد الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، وهو مؤشر إيجابي على عودة التدفقات التنموية إلى القطاعات الحيوية التي تضررت بشكل كبير، ما يعزز فرص استعادة الاستقرار والازدهار في البلاد.