امواج نيوز

مهند عباس العالم يكتب…نحن من نقرر هذه الحرب

السودان بين الحرب والوحدة: مفترق طرق وطني

مقالات _ امواج نيوز _

منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة ومجموعة الدعم السريع، يمر الوطن بمرحلة حرجة ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، حيث يعاني المواطنون من أوضاع إنسانية صعبة وتحديات أمنية متزايدة. وبين هذا الواقع المؤلم، يبرز تساؤل محوري: هل ما يحدث هو صراع عرقي؟ أم قبلي؟ أم أنه فرصة لإعادة التفكير وبناء وعي وطني جامع؟ الإجابة على هذا التساؤل ليست حتمية، بل تُشكَّل من خلال مواقف أبناء وبنات هذا الشعب.

يعتقد البعض أن للأحداث الجارية طابعًا عرقيًا، خاصة في بعض مناطق البلاد، حيث تأثرت مجتمعات بعينها أكثر من غيرها. ومع ذلك، فإن السودان لطالما كان نموذجًا للتنوع والتعايش، مما يجعل من الضروري عدم الانجرار وراء تصنيفات تُغذي الانقسام بدلًا من الوحدة.

ويرى آخرون أن النزاع الحالي يرتبط ببُعد قبلي، لكن تجارب عديدة أثبتت أن أبناء القبائل المختلفة يقفون في صفوف متباينة، بل هناك كثيرون يرفضون التحدث باسم قبائلهم، مؤكدين أن انتماءهم الأول هو للوطن، لا للانتماءات الضيقة.

ورغم التحديات، يبرز جانب مشرق يتمثل في المبادرات المجتمعية والتطوعية التي توحد السودانيين من مختلف الخلفيات. هذه الجهود، سواء في مجال الإغاثة أو التوعية، تؤكد أن الأمل لا يزال حيًا، وأن هناك إرادة جماعية لبناء مستقبل قائم على العدالة والمساواة.

إن اللحظة التي نعيشها الآن ليست نهاية الطريق، بل فرصة لإعادة النظر في الطريقة التي نروي بها قصتنا الوطنية. نحن من نقرر كيف تُكتب هذه الرواية: هل تُبنى على أسس الانقسام، أم على أمل الوحدة والتغيير؟ إذا أردنا مستقبلًا أفضل، فعلينا أن نؤمن بأن التغيير يبدأ من داخلنا، ومن إيماننا بأن السودان وطن يتسع للجميع، لا يُختزل في صراع أو جهة أو فئة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.