قال والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، إن السلطات تواصل العمل بخطى متسارعة لإعادة التيار الكهربائي تدريجيًا إلى مختلف أحياء العاصمة خلال الأيام القادمة، ضمن خطة واسعة لإصلاح البنية التحتية التي تضررت بفعل الحرب، مع التركيز على إعادة تشغيل المرافق الحيوية واسترجاع مظاهر الحياة الطبيعية.
وفي لقاء مباشر مع سكان حي الدوحة بأم درمان، كشف الوالي عن بدء عمليات صيانة محطات المياه والآبار لتأمين إمدادات المياه لجميع المواطنين، كما أشار إلى تحضيرات جارية لإعادة فتح المدارس وتأهيل المرافق التعليمية في مختلف أنحاء الولاية استعدادًا لاستئناف الدراسة.
وتواجه الخرطوم أزمة كهرباء حادة مستمرة منذ أكثر من عامين، بعد تعرض أجزاء واسعة من الشبكة للتخريب والنهب خاصة خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من المدينة. وتؤكد تقديرات فنية أن إصلاح الشبكة يتطلب تمويلاً ضخمًا يصل إلى نصف مليار دولار في مرحلته الأولى، بهدف تأهيل المحطات المتضررة وتأمين قطع الغيار وضمان استقرار الإمداد الكهربائي.
كما أن محطتي “قري” و”بحري” الحراريتين لا تزالان خارج الخدمة منذ قرابة عشرين شهرًا، وهو ما تسبب في فقدان طاقة تقدر بحوالي 600 ميغاواط/ساعة من الشبكة القومية.
ودعا الوالي المواطنين للعودة إلى أحيائهم ودعم جهود استعادة الخدمات، مؤكداً أن الحكومة تعمل مع المجتمعات المحلية لإعادة بناء ما دمرته الحرب، رغم العقبات الكبرى المتعلقة بالتكلفة والجانب الفني.
وفي مواجهة الانقطاع المستمر، ابتكرت بعض الأحياء حلولًا بديلة، حيث بادرت مجتمعات في مناطق مثل شمبات بالاعتماد على الطاقة الشمسية لإنارة الشوارع، مع تزايد الإقبال على أنظمة الطاقة المتجددة في الخرطوم ومناطق أخرى كخيار عملي لمواجهة الأزمة.
ويعتبر إصلاح منظومة الكهرباء عنصرًا أساسيًا في أي مسار نحو التعافي الكامل للعاصمة، وسط قلق متزايد من استمرار معاناة السكان مع الإمداد الكهربائي لفترة أطول وتأثير ذلك على الخدمات اليومية والعودة الطبيعية للحياة في المدينة.
