امواج نيوز

الكشف عن لقاء يجمع البرهان وحفتر في هذا التوقيت

في كواليس دبلوماسية مشحونة بالعواصف السياسية والتوترات الأمنية، كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن تفاصيل ما وُصف بأنه اجتماع ثلاثي فاشل جمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد القوات الليبية شرق البلاد المشير خليفة حفتر، تحت وساطة مباشرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالعاصمة القاهرة خلال الأسبوع الجاري.

 

وبحسب ما ورد في التقرير، فقد شهد الاجتماع تصعيدًا غير مسبوق من البرهان، الذي اتهم حفتر بشكل مباشر بتقديم دعم عسكري إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهو ما نفاه حفتر بشدة، إلا أن البرهان رد بحدة قائلاً: “لدينا أدلة قاطعة تثبت تورطك”، مشيرًا إلى دور نجل حفتر، صديق حفتر، في الترتيب للإمدادات قبل اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023.

 

القاهرة على خط النار

 

اللقاء، الذي رعته مصر في محاولة لتهدئة النزاع الإقليمي المتصاعد، جاء في وقت حساس تخشى فيه القاهرة من امتداد الصراع إلى حدودها الجنوبية، خصوصًا في المنطقة الحدودية المشتركة بين السودان، مصر، وليبيا. وحرصت الرئاسة المصرية على نشر صور منفصلة تجمع السيسي بكل وفد على حدة، في إشارة إلى عمق التوترات وصعوبة جمع الرجلين في صورة موحدة.

 

ورغم الجهود المصرية لعقد جلسة مغلقة جمعت البرهان وحفتر وجهًا لوجه، فإن أجواء اللقاء سرعان ما تحولت إلى ساحة اتهامات، بعدما كشف البرهان عن تورط قوات مرتبطة بحفتر في دعم الدعم السريع بأسلحة وعتاد نُقلت عبر ليبيا، ثم لاحقًا عبر الأراضي التشادية.

 

تحالف حدودي مقلق: حفتر – دقلو

 

بحسب ما أوردته المصادر السودانية المشاركة في الاجتماع، فإن العلاقة بين عائلة حفتر وقوات الدعم السريع تعود إلى ما قبل اندلاع الحرب، حيث زار صديق حفتر السودان واجتمع مع حميدتي، لتبدأ بعدها عمليات تزويد الدعم السريع بالإمدادات عبر شاحنات وطائرات، قبل أن تتحول طرق التهريب إلى داخل تشاد.

 

وفي تطور خطير، انضمت قوات ليبية موالية لحفتر إلى صفوف الدعم السريع، وشاركت في هجمات على مواقع تابعة للجيش السوداني قرب الحدود، ونجحت في السيطرة على قاعدة “معطن السارة” الجوية قرب الكُفرة، وهي نقطة استراتيجية تُستخدم في تهريب الأسلحة وتجارة الذهب المستخرج من مناجم دارفور.

 

أبناء حفتر تحت المجهر المصري

 

التقرير أشار إلى انقسام داخلي في بيت حفتر، حيث تبرز أسماء أبنائه الثلاثة: صدام، خالد، والصديق، كمراكز قوى تتحكم في مفاصل القرار العسكري، مع بروز صدام حفتر كأكثر العناصر إثارة للقلق لدى القاهرة. وتشير التقديرات المصرية إلى أن صدام، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الدعم السريع، كان وراء التنسيق للهجوم الأخير على المثلث الحدودي.

 

مصادر مصرية رفيعة أكدت أن سلطة خليفة حفتر بدأت بالتراجع تدريجيًا لصالح أبنائه، وسط مخاوف من أن يشكل هذا التغيير تهديدًا مباشرًا لأمن مصر، خاصة في ظل نشاط متزايد للجماعات المسلحة العابرة للحدود بدعم من شخصيات محسوبة على معسكر حفتر.

 

فشل الوساطة… وتحذيرات من انفجار إقليمي

 

انتهى الاجتماع دون تحقيق أي اختراق، وسط خيبة أمل مصرية واضحة عبّر عنها السيسي، الذي كان يعوّل على اللقاء كفرصة نادرة لخفض التوتر بين الخرطوم وبنغازي. لكن الاتهامات المباشرة، وتبادل الإنكار، والتصعيد المتبادل، بدد آمال الوساطة، وترك الباب مفتوحًا أمام سيناريوهات أكثر تصعيدًا في الشهور القادمة، ما لم يتم احتواء النفوذ العابر للحدود بين قوات الدعم السريع وبعض الميليشيات الليبية.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.