نجا الشيخ موسى هلال، رئيس مجلس الصحوة الثوري وزعيم قبيلة المحاميد، من محاولة اغتيال نفذها مسلح أثناء تواجده في منطقة “أم سنط” القريبة من مستريحة بولاية شمال دارفور، وهي المنطقة التي تُعد معقل نفوذه التقليدي.
وبحسب إفادات من مصادر محلية، أطلق الجاني النار على هلال بشكل مباشر، ما أثار حالة من الهلع في صفوف الحاضرين، إلا أن حرسه الشخصي تمكّن من الرد السريع، حيث أُصيب المسلح وتمت السيطرة عليه قبل أن يُحدث مزيدًا من الضرر.
الحادثة التي وقعت يوم الإثنين وثّقتها مقاطع فيديو جرى تداولها على نطاق واسع، أظهرت لحظة مخاطبة هلال لأنصاره عقب الهجوم، محذرًا من استمرار ما وصفها بمحاولات الاستهداف من داخل دارفور، ومؤكدًا أن ما حدث لن يمر دون رد. وأشار هلال إلى أن هذه هي المحاولة الثالثة التي يتعرض فيها لمحاولة اغتيال، متهمًا بعض أفراد قبيلة الماهرية بالوقوف خلف تلك المحاولات، ومعلنًا أن صمته انتهى، وأن أي “تفلت جديد سيواجه برد حاسم”.
موقف هلال من الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل 2023 ظل محل جدل، حيث يرى البعض أنه انحاز صراحة للقوات المسلحة مستندًا إلى خلفيته كمتطوع سابق في الجيش، فيما يراه آخرون محافظًا على حياد تكتيكي يضمن له البقاء ضمن معادلة النفوذ. وفي عدة مناسبات، هاجم هلال قيادة الدعم السريع، واصفًا حميدتي وعبد الرحيم بأنهم “أجانب عن الوطن”، في لهجة تصعيدية فُهم منها تموقعه بوضوح ضدهم.
في سياق متصل، اعتبر العميد الصوارمي خالد سعد، المتحدث السابق باسم القوات المسلحة، أن موسى هلال يظل من الشخصيات التي تحتفظ بثقل ميداني وقبلي كبير، وأنه لا يزال ممسكًا بخيوط التوازن في غرب البلاد، عبر قيادته للمحاميد وتحالفاته في محيط دارفور.
الحادثة أعادت للواجهة شبح الصراعات القبلية، وفتحت الباب أمام تساؤلات واسعة حول مستقبل الأمن في المنطقة، واحتمالات تفجر مواجهات داخلية جديدة في ظل غياب الدولة وانتشار السلاح.