Ultimate magazine theme for WordPress.

بوادر حرب بين أوغندا وجنوب السودان

0

في تصعيد خطير ينذر بتداعيات إقليمية، اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش الأوغندي وقوات جنوب السودان بالقرب من الحدود المشتركة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ونزوح الآلاف من المدنيين، بحسب ما أفادت به مصادر رسمية يوم الثلاثاء.

 

وقعت المواجهات في مقاطعة كاجو كيجي بولاية الاستوائية الوسطى يوم الإثنين، وسط تقارير عن تحرك عسكري أوغندي مفاجئ لدعم الرئيس سلفا كير، الذي يتمتع بتحالف استراتيجي طويل الأمد مع كمبالا. ووصفت سلطات جوبا الاشتباك بأنه “سوء تفاهم بين جيشين شقيقين”، معلنة فتح تحقيق عاجل لكشف ملابساته.

 

وتأتي هذه الحادثة في سياق توتر سياسي متصاعد داخل جنوب السودان، حيث يتهم خصوم كير، وعلى رأسهم رياك مشار، الحكومة بالتهميش والإقصاء، وسط انقسام شعبي على أسس عرقية، خصوصاً بين قوميتي الدينكا والنوير.

 

شهود عيان ومسؤولون محليون أفادوا بأن الاشتباكات أجبرت المئات على الفرار إلى الأحراش والمدارس والكنائس، في مشهد أعاد للأذهان أهوال الحرب الأهلية التي تفجّرت عام 2013 وأوقعت مئات الآلاف من الضحايا قبل توقيع اتفاق سلام هش في 2018.

 

من جانبها، نفت أوغندا الاتهامات الموجهة إليها باستخدام أسلحة محرمة دوليًا، من بينها براميل متفجرة تحتوي مواد كيميائية حارقة، وهي مزاعم أثارت قلقًا كبيرًا في الأوساط الحقوقية والدولية بشأن احتمالات تفاقم الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية بالوكالة.

 

وفي ظل استمرار حالة التوتر، كثّف قادة عسكريون من البلدين اتصالاتهم لمنع تدهور الموقف، بينما تتعالى أصوات داخل المجتمع الدولي تطالب بإرسال بعثة مراقبة مستقلة للتحقيق في الوقائع وضمان حماية المدنيين من الانتهاكات المحتملة.

 

هذه التطورات تؤكد هشاشة الوضع الأمني في جنوب السودان، وتسلط الضوء على الدور المتقلب لجيرانه في الصراع المستمر منذ الاستقلال، وسط غياب حلول سياسية ناجعة ومستدامة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.