في زيارة مفاجئة تحمل رسائل سياسية واجتماعية، وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان صباح اليوم الخميس إلى منطقتي “عد بابكر” و”الحاج يوسف” بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم، حيث تفقّد الأوضاع المعيشية والإنسانية للمواطنين على الأرض.
وسط حشود شعبية وهتافات ترحيب
تجوّل البرهان وسط أحياء الحاج يوسف مترجلاً، حيث التقى بشباب المنطقة وأصحاب المحال التجارية، وتبادل معهم الحديث حول التحديات اليومية التي يواجهونها في ظل الظروف الراهنة. وأظهرت الصور التي بثها إعلام مجلس السيادة احتشاد أعداد كبيرة من المواطنين، اصطفوا على جانبي الطرق للترحيب بالزيارة غير المعلنة، وحرص الكثيرون على التقاط صور تذكارية مع رئيس المجلس.
عودة تدريجية لمظاهر الحياة بالعاصمة
اللافت في الزيارة كان التفاعل الشعبي الإيجابي، والذي عكس – وفق مراقبين – مؤشرات على بداية عودة الهدوء النسبي إلى أطراف العاصمة بعد شهور من التوترات الأمنية. أصحاب المتاجر والمارة عبّروا عن ارتياحهم لخطوة البرهان بالنزول إلى الميدان، معتبرين أن التواصل المباشر مع المواطنين يمثل خطوة ضرورية في هذه المرحلة.
رسائل سياسية خلف الزيارة
تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، وتُقرأ على نطاق واسع كمحاولة لإظهار قدرة الحكومة على فرض حضورها داخل مناطق العاصمة، وتأكيد أن الأوضاع بدأت تتجه نحو نوع من الاستقرار النسبي رغم استمرار التحديات.
زيارة البرهان إلى الحاج يوسف وعد بابكر لم تكن مجرد جولة اعتيادية، بل بدت كرسالة مزدوجة: واحدة إلى المواطنين مفادها أن الدولة ما زالت قريبة من همومهم، والأخرى إلى الخصوم بأن العاصمة ليست بعيدة عن قبضة الدولة.