كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن الرئيس الكيني ويليام روتو سعى خلال الأيام الماضية إلى الاستعانة بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني كوسيط لإصلاح العلاقات المتوترة مع السودان، في محاولة لاحتواء تداعيات الأزمة السياسية التي فجّرها دعم نيروبي لمليشيا الدعم السريع.
ووفقًا للمصادر، فقد طرح روتو مبادرته بشكل غير رسمي خلال زيارة موسيفيني الأخيرة إلى كينيا، والتي جاءت لتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين. إلا أن الرئيس الأوغندي، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يبدِ أي موقف واضح تجاه الطلب، مما يترك مساعي الوساطة في حالة من الغموض.
المزيد من المشاركات
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة كينية للخروج من العزلة المتزايدة التي تواجهها نيروبي إقليميًا ودوليًا، بعد اتهامها بالانحياز لطرف الصراع في السودان، ودعمها لمتمردي الدعم السريع، ما أثار حفيظة الحكومة السودانية ودفعها إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التصعيدية.
وكان أبرز هذه الردود إعلان الخرطوم مقاطعتها للمنتجات الكينية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الكيني، لا سيما في ظل اعتماد نيروبي على السوق السوداني لتصريف العديد من صادراتها.
ويرى مراقبون أن تحركات روتو تأتي في إطار محاولة لتخفيف الضغوط الاقتصادية والسياسية، غير أن عدم تجاوب موسيفيني حتى الآن قد يُضعف فرص تحقيق انفراجة سريعة، خصوصًا في ظل استمرار السودان في موقفه المتشدد تجاه أي تقارب دون مراجعة الموقف الكيني من ملف الحرب.
