تواجه مدينة أم درمان أزمة خانقة في غاز الطهي، وسط اختفاء شبه كامل للأسطوانات من مراكز التوزيع الرسمية، ما دفع الأسر إلى البحث المحموم عن بدائل وسط ظروف اقتصادية خانقة خلّفتها الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
وأفاد سكان محليون بأنهم لم يتمكنوا من الحصول على أسطوانة غاز واحدة طوال الأسبوع الماضي، رغم جولات متكررة على المراكز الرئيسية والفرعية في المدينة. ودفعت الأزمة العديد من العائلات إلى استخدام الفحم كبديل مكلف، تجاوزت تكلفته اليومية عشرة آلاف جنيه، خاصةً لدى الأسر الكبيرة.
في المقابل، ارتفعت أسعار الغاز في السوق غير الرسمية إلى أكثر من 70 ألف جنيه للأسطوانة، بزيادة تجاوزت 20 ألفًا عن السعر الحكومي، في ظل استغلال التجار للفراغ الرقابي وتخزينهم للأسطوانات داخل المحلات والمنازل، ما خلق سوقًا سوداء متوحشة تُحكم قبضتها على الطلب.
المزيد من المشاركات
وفي سياق متصل، كشف أحد موزعي الغاز بأم درمان أنه لم يتلقّ أي إمدادات من الشركات الرسمية منذ أكثر من أسبوعين، رغم فتح محله يوميًا في انتظار الشحنات.
وأوضح أنه بدأ يفكر جديًا في إنهاء نشاطه وتحويله إلى تجارة أخرى، في ظل تآكل الثقة في نظام التوزيع وعدم وجود حلول ملموسة في الأفق.
الأهالي بدورهم ناشدوا سلطات ولاية الخرطوم بسرعة التدخل، مطالبين بضبط قنوات التوزيع ومحاسبة المحتكرين، في وقت تتفاقم فيه الأزمة يومًا بعد آخر، مهددة بمضاعفة معاناة الأسر التي تكابد أوضاعًا معيشية صعبة أصلًا.
