نشرت صحيفة La Silla Vacía الكولومبية تحقيقًا استقصائيًا تناول معلومات جديدة حول وجود عناصر أجنبية، يُعتقد أنهم مرتزقة كولومبيون، ضمن تشكيلات عسكرية تعمل في السودان، وتحديدًا ضمن محيط مطار نيالا، أحد أهم المواقع الاستراتيجية في إقليم دارفور.
وبحسب الصحيفة، فإن مهمة هذه المجموعة تركزت على تأمين المطار، الذي يستخدم كمركز لوجستي مهم لنقل الإمدادات والمعدات، بما في ذلك الطائرات المسيّرة. وقد وثّق أحد العناصر، الذي عُرف بلقب “سيزار”، مقطع فيديو يُظهر طائرة تهبط على مدرج المطار، وتم التأكد من صحة المقطع من خلال مقارنة التضاريس الظاهرة فيه مع صور الأقمار الصناعية.
تفاصيل حول مسار الوصول
أشارت الصحيفة إلى أن العناصر الأجنبية دخلوا إلى السودان عبر ميناء بوصاصو في الصومال، في مسار غير تقليدي قالت إنه يخضع لرقابة مشددة من جهات إقليمية. كما كشف التحقيق عن تعرض مطار نيالا خلال الأشهر الماضية لعدد من الغارات الجوية، استهدفت البنية التحتية للمطار وبعض المخازن.
معلومات حول تدريبات مكثفة في المنطقة
وتحدث التحقيق عن إنشاء مناطق عسكرية محصنة حول المطار، مزوّدة بأنظمة مراقبة وتشويش إلكتروني لمنع تسريب الإشارات وتقليل أثر الهجمات الجوية. كما أوردت الصحيفة شهادات من بعض العناصر حول تنظيم برامج تدريبية لمجندين في المنطقة، تشمل فئات عمرية صغيرة، ضمن معسكرات قالت الصحيفة إن عدد المتدربين فيها يتراوح ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف شخص.
وأكد العنصر الكولومبي في شهادته أن عمليات التدريب تركزت على تحسين الجاهزية الميدانية للمجندين، موضحًا أن هذه البرامج جاءت عقب ارتفاع أعداد الخسائر في صفوف القوات، مما دفع إلى تطوير برامج تدريبية مكثفة تمتد لستة أيام أسبوعيًا.
خاتمة التحقيق: مؤشرات مقلقة وتوصية بفتح تحقيق دولي
ورغم صعوبة التحقق من جميع تفاصيل التحقيق بشكل مستقل، فإن المعلومات التي أوردتها الصحيفة تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول طبيعة الأطراف المنخرطة في النزاع السوداني، واستخدام مواقع استراتيجية لأغراض غير معلنة، بما في ذلك تهريب الموارد أو الاستعانة بعناصر أجنبية في عمليات ميدانية.
وطالبت جهات حقوقية – وفق ما نقل التحقيق – بضرورة فتح تحقيق دولي شفاف حول هذه المزاعم، خاصة تلك المتعلقة باستخدام عناصر أجنبية وتجنيد صغار السن، بما يضمن احترام المعايير الدولية والقانون الإنساني.