أمواج نيوز – الثلاثاء 19 أغسطس 2025 – كشفت مصادر أن القوني دقلو، أحد أبرز القيادات المالية في مليشيا الدعم السريع، أصيب بجروح خطيرة نتيجة استهدافه بطائرة مسيّرة، ما استدعى نقله بصورة عاجلة إلى دولة الإمارات لتلقي العلاج في مجمع خليفة بن زايد الطبي، الذي يُخصص عادةً للشخصيات البارزة والمصابين في العمليات العسكرية من دول ترتبط بعلاقات وثيقة مع أبوظبي.
ويُعرف القوني دقلو بكونه المسؤول المالي الأول عن إدارة موارد المليشيا، وتحديداً عمليات تهريب الذهب إلى الإمارات ومنها إلى أسواق الهند، إلى جانب إشرافه على استثمارات وشركات متعددة في كينيا وأوغندا وجنوب السودان وإثيوبيا. هذه الأدوار جعلت القيادة الإماراتية تولي اهتماماً خاصاً بعلاجه، حيث منحه جواز سفر دبلوماسي وجنسية إماراتية لتسهيل تحركاته المالية والتجارية.
إصابة القوني فجرت حالة من التململ داخل المجموعات القبلية الموالية للمليشيا، خصوصاً الرزيقات والمسيرية والبني هلبة، التي اعتبرت أن أبناءها يتركون لمصيرهم في ظروف قاسية داخل مناطق النزاع أو في مستشفيات بدائية بتشاد، بينما يُنقل آل دقلو إلى مستشفيات راقية بالخارج، ما عمّق شعور التهميش داخل المقاتلين.
القوني يتمتع بشبكة واسعة من العلاقات الإقليمية، أبرزها مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وعدد من القيادات الأمنية في أديس أبابا، حيث يشرف على استثمارات مرتبطة بمشروع الفشقة الزراعي. كما ارتبطت تحركاته بمصالح اقتصادية في جنوب السودان، لكن حكومة جوبا صادرت بعض الأصول التابعة للمليشيا مؤخراً.
سبق أن كُلّف القوني خلال فترة وجود محمد حمدان دقلو “حميدتي” في السلطة بملفات مالية حساسة، من بينها متابعة مستحقات المليشيا من حرب اليمن، غير أن السلطات السعودية منعته من دخول أراضيها رغم منحه تأشيرة مسبقة. كما أشرف على تمويل الحملات الإعلامية للمليشيا في الداخل والخارج بدعم إماراتي، شملت برامج دعائية ضخمة.
ويرى مراقبون أن إصابة القوني تكشف هشاشة البنية الداخلية للمليشيا وتعكس اعتمادها الكبير على الدعم الخارجي في تمويلها واستمراريتها، كما أن غيابه المؤقت أو الدائم قد يترك فراغاً مؤثراً في شبكاتها المالية والاقتصادية، ويزيد من حدة الخلافات القبلية المتصاعدة داخلها.