أمواج نيوز – الأربعاء 20 أغسطس 2025 – في وقت يتسارع فيه سباق الذكاء الاصطناعي عالميًا، تتزايد المخاوف بشأن مصير ملايين الوظائف وما إذا كان الإنسان سيخسر مكانه أمام الآلة. لكن خلف هذه المخاوف يكمن مشهد أكثر تعقيدًا، إذ يرتبط مستقبل سوق العمل بمدى جاهزية الأفراد والمؤسسات للتكيف، لا بمجرد تحديد تاريخ لانقلاب المعادلة.
🔹 خرافة التعقيد
يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي سيعجز عن المهام المعقدة، بينما ينجح في البسيطة منها. الواقع مختلف: الفيصل ليس درجة التعقيد، بل وفرة البيانات. فالنموذج الذي يتغذى على بيانات ضخمة يتفوق حتى في المجالات الأصعب، بينما يتعثر عند ندرتها.
🔹 أمثلة كاشفة
القيادة الذاتية بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن تقدمها محدود بسبب ندرة البيانات الحقيقية.
في المقابل، نماذج اللغة مثل ChatGPT حققت قفزات مذهلة لأن الإنترنت يوفر لها بحرًا لا ينضب من النصوص.
🔹 الوظائف الأكثر عرضة للخطر
البرمجة: ملايين المشاريع على GitHub تعطي الذكاء الاصطناعي قاعدة جاهزة للتعلم.
خدمة العملاء: الأنظمة الجديدة تخفض التكاليف بنسبة 23.5%.
التمويل: 70% من التداولات في البورصات الأميركية تديرها خوارزميات ذكية.
🔹 المجالات المحصنة مؤقتًا
الصحة: قوانين الخصوصية تعيق مشاركة البيانات الطبية.
الإنشاءات: بيئة فقيرة بالبيانات.
التعليم: ندرة المعلومات وخصوصية الطلاب تعرقل التطوير.
🔹 أرقام صادمة
بحلول 2030، يُتوقع أن تختفي 92 مليون وظيفة، مقابل خلق 170 مليون وظيفة جديدة، لكنها ليست بديلاً مباشرًا، بل إعادة توزيع للمهارات والفرص.
🔹 كيف تنجو؟
1. ابحث عن وظائف هجينة تمزج بين البشر والآلة.
2. طوّر مهاراتك بالتركيز على المرونة وسرعة التعلم.
3. استثمر معرفتك العميقة بمجالك مع إضافة أدوات الذكاء الاصطناعي.
✦ الخلاصة:
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تهديد، بل فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي. الفارق بين الناجين والخاسرين يكمن في الاستعداد والقدرة على التكيف مع مرحلة جديدة تعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والآلة.