نيويورك تايمز: تكشف ما يواجهه السودان

الخرطوم – 1 سبتمبر 2025

متابعات _ امواج نيوز _ سلّط الصحفي الأمريكي البارز نيكولاس كريستوف، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على ما وصفه بالإبادة الجماعية التي تشهدها السودان على يد ميليشيا الدعم السريع، محذراً من أن غياب الإرادة السياسية الدولية لمواجهتها قد يحوّل البلاد إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم المعاصر.

 

 

وأشار كريستوف إلى أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، يدرك حجم المأساة الجارية في السودان، لكنه لا يبدي أي خطوات جدية لوقفها، رغم الإجماع على وصف ما يجري هناك بأنه إبادة جماعية ومجاعة واسعة النطاق.

أرقام صادمة وأوضاع إنسانية متدهورة

 

 

 

وفقاً للأمم المتحدة، يواجه نحو 25 مليون سوداني خطر الجوع، بينما نزح أكثر من 12 مليون بسبب الحرب الدائرة. كما قدّر المبعوث الأمريكي السابق توم بيرييلو أن أكثر من 400 ألف شخص فقدوا حياتهم حتى الآن.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد وصفت ما يحدث في السودان بالإبادة الجماعية، وتبعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتصنيف نفسه، إلا أن الخطوات العملية على الأرض ما تزال غائبة، بحسب كريستوف.

 

 

 

شهادات مروّعة من الناجين

استعرض الصحفي شهادات من الناجين الذين تحدثوا عن عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي، حيث روت مريم سليمان من غرب دارفور أن الميليشيا المهاجمة أعدمت جميع الرجال والفتيان فوق سن العاشرة في قريتها، قبل أن تُغتصب النساء والفتيات. وأضافت أن المسلحين استهدفوا مجتمعها الأفريقي الأسود قائلين: “لا نريد أن نرى أي شخص أسود”.

ويرى كريستوف أن هذه الجرائم تعيد للأذهان أحداث دارفور قبل عقدين، لكن هذه المرة وسط اهتمام عالمي أقل بكثير وصمت سياسي شبه كامل.

 

 

 

انتقادات لدور الإمارات وموقف واشنطن

أكد كريستوف أن الانتهاكات ارتكبها طرفا النزاع، غير أن ميليشيا الدعم السريع تتحمل المسؤولية الأكبر، مشيراً إلى أنها تتلقى دعماً مباشراً من دولة الإمارات عبر المال والسلاح والغطاء السياسي. وانتقد الكاتب ما وصفه بـ”تردد واشنطن” في مواجهة هذا الدور، لافتاً إلى أن بعض أعضاء الكونغرس فقط دعوا إلى فرض قيود على صفقات السلاح مع أبوظبي.

خطوات مطلوبة لتجنب كارثة أكبر

 

 

طرح كريستوف عدداً من الخطوات العاجلة التي يمكن أن تخفف من الأزمة، أبرزها:

• الضغط على الإمارات لوقف دعمها لميليشيا الدعم السريع.
• تعيين مبعوث أمريكي خاص للسودان.
• تعزيز دعم المبادرات السودانية المحلية مثل غرف الاستجابة الطارئة التي توفر الغذاء والمساعدة للمدنيين.

 

العالم يتفرج والفاشر على حافة المأساة

في ختام مقاله، حذّر كريستوف من أن مدينة الفاشر المحاصَرة في دارفور، والتي يقطنها نحو مليون شخص، تواجه خطر المجازر إذا سقطت بيد الميليشيا. ونقل عن أحد المدنيين قوله: “نحن هنا نتضور جوعاً، لكن المسؤولية لا تقع على المسلحين فقط، بل على العالم كله، على الاتحاد الأفريقي، والدول العربية، وأوروبا، والمجتمع الدولي بأسره”.

وخلص الكاتب إلى أن العالم بات يعترف بوجود إبادة جماعية في السودان، لكن غياب الإرادة السياسية الدولية جعلها “الإبادة المنسية” في عصرنا الحالي، محذراً من أن الكارثة ستستمر ما لم يتم وقف الدعم الخارجي الذي يغذي النزاع.

🔗 رابط المقال الأصلي في نيويورك تايمز