الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 – أمواج نيوز- تواترت أنباء عن دخول قيادي بارز في قوات الدعم السريع في مفاوضات غير مباشرة مع الجيش السوداني عبر وسيط، بهدف تسليم نفسه وقواته، وذلك بعد تصاعد خلافات حادة بينه وبين عبد الرحيم دقلو المعروف بـ”الطاحونة”، الذي أصيب بجروح بليغة في وقت سابق خلال مسيرة بمدينة نيالا.
وقد اتهم دقلو هذا القيادي علنًا بأنه “طابور خامس” يعمل لصالح الجيش.
تأتي هذه التطورات في وقت يكثّف فيه الجيش ضغطه العسكري على محوري كردفان ودارفور، حيث نفّذ ضربات جوية ومدفعية نوعية أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف الدعم السريع، وأدت إلى تحييد أعداد معتبرة من عناصره، ما ساهم في تضييق الخناق عليهم ميدانيًا ومعنويًا.
وبالتوازي، كشفت مصادر ميدانية عن فرار أكثر من 700 جندي وضابط من قوات الدعم السريع باتجاه جنوب السودان، بعد رحلة شاقة سُرقت خلالها سياراتهم وأسلحتهم تحت وطأة الضربات الجوية والأمطار الغزيرة.
وأوضح الفارّون أنهم قطعوا المسافة إلى مدينة واو سيرًا على الأقدام لأكثر من 20 يومًا “عراة وحفاة”، وقالوا: “لم نجد من نسلم له… لذلك تركنا القتال وجئنا إلى الجنوب”.
وتشير التقارير إلى أن هذه التطورات أعادت إلى الواجهة ملف الانقسامات القبلية والعنصرية داخل قوات الدعم السريع، حيث باتت الخلافات على أساس الولاءات والانتماءات القبلية تهدد بتمزيق هيكل المليشيا من الداخل. كما تزامن ذلك مع ارتفاع معدلات القتل في صفوف عناصرها بفعل المعارك المستمرة، ما دفع عددًا متزايدًا من المقاتلين إلى الفرار أو التوقف عن المشاركة في القتال.
ويرى مراقبون أن ما يجري يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدعم السريع على الصمود، في ظل التفوق العسكري النسبي للجيش الذي نجح في ممارسة ضغط ميداني واستنزاف متواصل لقدرات المليشيا، وهو ما قد يقود إلى تفكك التحالفات المسلحة وتراجع نفوذ قوات الدعم السريع بشكل ملحوظ.