شركة دلقو تستأنف الإنتاج
الخرطوم – امواج نيوز_ شهد قطاع التعدين بالسودان دفعة قوية مع إعلان شركة دلقو بالولاية الشمالية استئناف نشاطها الإنتاجي، لتكون آخر الشركات الأجنبية التي تعود للعمل رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي فرضتها الحرب. وتُعد هذه الخطوة مؤشراً على صمود واستقرار قطاع التعدين، الذي يمثل أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني.
وجاء استئناف النشاط الإنتاجي خلال زيارة ميدانية رفيعة المستوى لوفد من الشركة السودانية للموارد المعدنية، برئاسة المهندس حسن الصافي مدير الإدارة العامة للإشراف والرقابة على شركات الإنتاج، وبمشاركة مديري إدارات البيئة والسلامة، الأنصبة والتكاليف، وشركات الامتياز المنتجة، إلى جانب ممثلين عن الأجهزة الأمنية العاملة في القطاع. وهدفت الزيارة إلى الوقوف على سير العمليات الإنتاجية ميدانياً، وضمان الالتزام بالمعايير الفنية والأمنية والبيئية.
وأكد المهندس حسن الصافي، في تصريحات صحفية، أن عودة شركة دلقو للعمل تشكل خطوة مفصلية نحو تعزيز استقرار قطاع التعدين، مشيراً إلى أن الشركة السودانية للموارد المعدنية تولي أهمية قصوى لحماية حقوق جميع الأطراف المشاركة، بما في ذلك المجتمعات المستضيفة، مع التشديد على الالتزام الصارم بمعايير البيئة والسلامة والصحة المهنية.
وأضاف أن هذه العودة تحمل رسائل واضحة حول قدرة السودان على تجاوز الظروف الراهنة واستعادة عافيته الاقتصادية تدريجياً، خاصة وأن قطاع التعدين ظلّ صامداً خلال الحرب، ونجح في توفير موارد مهمة للدولة في وقت بالغ التعقيد.
وشدد الصافي على أن الاستمرار في العمل وفق الضوابط والمعايير العالمية يضمن إنتاجاً آمناً وفعّالاً، ويساهم في رفع الحصيلة الإنتاجية بما يعزز موقع السودان كأحد أبرز الدول الأفريقية في مجال التعدين.
ويرى مراقبون أن استئناف عمل الشركات الأجنبية العاملة في السودان، وعلى رأسها شركة دلقو، يعد دلالة على وجود مناخ متنامٍ من الثقة والاستقرار، كما يشير إلى إمكانية جذب المزيد من الاستثمارات في المرحلة المقبلة، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة في المناطق المنتجة.
وتُعد شركة دلقو واحدة من أهم شركات التعدين الأجنبية العاملة في الولاية الشمالية، إذ ساهمت خلال السنوات الماضية في دفع عجلة الإنتاج المحلي، إلى جانب مساهمتها في مشروعات المسؤولية المجتمعية وخدمة المجتمعات القريبة من مواقع عملها.
ومع عودة الشركة للنشاط، يترقب القطاع نمواً تدريجياً يعكس إرادة الصمود أمام الظروف الاستثنائية، ويؤكد أن التعدين سيظل أحد أعمدة التعافي الاقتصادي للسودان في الفترة المقبلة.