السبت 13 سبتمبر 2025 – أمواج نيوز- في تطور دبلوماسي لافت، طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف صارم تجاه أنشطة تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة داخل الأراضي السودانية، محذراً من أن هذه الممارسات تمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين وتسهم في إطالة أمد الحرب.
وخلال جلسة رسمية لمجلس الأمن، دعا إدريس إلى إنشاء آلية رصد دولية مماثلة لتلك المطبقة في ليبيا وأفريقيا الوسطى، لمتابعة شبكات المرتزقة المرتبطة ببعض الدول الإقليمية، وعلى رأسها الإمارات، مع تقديم تقارير دورية وفرض عقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر التعامل مع الشركات المتورطة.
اتهامات مباشرة للإمارات
اتهم السفير السوداني دولة الإمارات بتنظيم ودعم عمليات نقل وتدريب المرتزقة، خصوصاً من كولومبيا، عبر شركات أمنية خاصة، مؤكداً تنفيذ ما لا يقل عن 248 رحلة جوية لنقل معدات عسكرية ومدربين إلى السودان. وأضاف أن هذه العمليات ساهمت في تصعيد الحرب واستخدام أسلحة محرمة مثل الفسفور الأبيض، فضلاً عن إشراك أطفال جنود، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 121 مدنياً خلال فترة قصيرة.
المزيد من المشاركات
حصار الفاشر ومعسكرات النازحين
كما أشار إدريس إلى استمرار مليشيا الدعم السريع في فرض حصار خانق على مدينة الفاشر بدعم خارجي، وتحويل معسكر زمزم للنازحين إلى قاعدة عسكرية، ما تسبب في نزوح أكثر من نصف مليون شخص، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، واستخدام سلاح التجويع ضد المدنيين.
رفض أي تسويات مفروضة
وأكد المندوب السوداني رفض بلاده لأي محاولات لفرض تسويات سياسية أو تشكيل كيانات موازية خارج إرادة الشعب السوداني، محذراً مما وصفه بمحاولات “هندسة التجزئة” التي تقودها جهات إقليمية لتعقيد المشهد السياسي، وعرقلة وصول فرق الأمم المتحدة للتحقيق في تورط بعض الدول بدعم الصراع.
هذه الشكوى السودانية تمثل تصعيداً دبلوماسياً مباشراً ضد التدخلات الخارجية، وقد تفتح الباب أمام تحركات دولية لفرض رقابة أممية على شبكات المرتزقة، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في دارفور ومناطق أخرى.
