أطفال بلا مستقبل… سر النفط القاتل في كوش
متابعات – أمواج نيوز – في مقاطعة كوش بجنوب السودان، تتكرر مأساة الأطفال المولودين بتشوهات خلقية، فيما تعيش أمهاتهم ألم الفقد والإحباط. عشرات الأطفال يولدون بلا أطراف، بلا أعضاء حسية، أو بعيوب جسدية خطيرة، بينما المجتمع المحلي يفتقر لأبسط خدمات الرعاية الصحية.
تحقيق أجرته بلومبرغ كشف أن مصادر مياه الشرب قرب آبار النفط ملوثة بالمعادن الثقيلة، أبرزها الرصاص والباريوم، بما يتجاوز المعايير الدولية، وهو ما يربطه الخبراء بنشاط شركات النفط، وعلى رأسها بتروناس الماليزية، التي بدأت الإنتاج في المنطقة عام 2006.
الطاقم الطبي في مستشفى كوش يصف الوضع بأنه كارثي. مدير المستشفى، سيمون كوتي، يقول:
المزيد من المشاركات
“قد تجد طفلاً يولد أعمى أو بلا عينين، وأحيانًا بلا ساقين أو ذراعين. ومعظم الحالات لا تُوثق.”
رغم تحذيرات المنظمات الدولية منذ 2011، لم تتخذ شركات النفط أي إجراءات فعالة لمعالجة التلوث، واكتفت ببعض برامج المسؤولية الاجتماعية المحدودة. حتى الشراكات الدولية، مثل مرسيدس-بنز، التي حاولت تسهيل حوار بين الأطراف، لم تؤدِّ إلى حلول ملموسة.
منظمة سود إنفايرونمنتال إيجنسي سجلت 144 حالة تشوه خلقي في ولاية الوحدة بين يناير 2021 وأبريل 2022، والأرقام الفعلية يُرجَّح أن تكون أعلى بسبب نقص التوثيق في القرى النائية.
قصص مأساوية مثل حالة طفل كاي، الذي وُلد بلا عينين ويعتمد كليًا على والديه، تجسد حجم المعاناة اليومية. السكان ما زالوا يعتمدون على مياه ملوثة للشراب والاستخدام اليومي، رغم تحذيرات الأطباء، بسبب غياب بدائل آمنة.
خبراء البيئة يطالبون بإنشاء هيئة مستقلة للتحقيق، ومراقبة صارمة للشركات النفطية، لضمان عدم تكرار الكارثة. أما السكان، فيواصلون المطالبة بالعدالة والتعويض عن سنوات من الإهمال والتلوث النفطي.
