تقرير دولي يكشف مصادر وقود الدعم السريع
متابعات – أمواج نيوز – أعادت منظمة ذا سنتري الألمانية تسليط الضوء على شبكات تهريب الوقود في ليبيا، وكشفت في تقرير حديث عن تورط جهات تعمل جنوب البلاد في إيصال شحنات وقود إلى مليشيا الدعم السريع في السودان، مستفيدة من الفوضى الأمنية واتساع مناطق النفوذ غير الرسمي.
وأشار التقرير إلى أن سيطرة خليفة حفتر على مناطق واسعة في شرق وجنوب ليبيا منحت المهربين قدرة أكبر على إعادة توجيه واردات الوقود نحو دول عدة، من بينها السودان. كما أوضح أن مدينتي الزاوية ومصراتة أصبحتا نقاط انطلاق رئيسية لشحنات تُرسل جنوبًا، قبل إعادة تهريبها عبر الحدود إلى تشاد والنيجر ثم السودان، في ظل توسع نفوذ صدام حفتر داخل القطاع.
وأكدت المنظمة أن آثار التهريب باتت تتجاوز ليبيا، مع امتداد تداعياتها إلى دول أوروبية مثل مالطا وإيطاليا، إضافة إلى استفادة أطراف دولية — بينها مجموعات روسية — من هذه الشبكات لتعزيز نشاطها في أفريقيا جنوب الصحراء.
وبحسب التقرير، تُقدَّر خسائر ليبيا من تفاقم تهريب الوقود بنحو 6.7 مليار دولار سنويًا خلال الفترة بين 2022 و2024، نتيجة الاستغلال الواسع لبرنامج الدعم الرسمي، ما أدى إلى تضخم اقتصادي وزيادة نفوذ شبكات فاسدة داخل مؤسسات الدولة.
ولفت التقرير إلى أن المقايضة بين النفط الخام والوقود المهرب تسببت في عجز متكرر بالعملة الصعبة لدى مصرف ليبيا المركزي، وهو ما انعكس على استيراد السلع الأساسية ورفع الأسعار، في وقت تعاني فيه الأسواق المحلية من نقص الوقود وارتفاع كلفة الكهرباء والنقل.
وأوضح أن هذه الأوضاع أدت إلى ضغوط كبيرة على الأسر الليبية، مع استمرار المعاناة اليومية للمواطنين في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، وسط غياب رقابة فعّالة على مسارات التهريب.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن تهريب الوقود أصبح أداة تُستخدم لتعزيز النفوذ العسكري والسياسي، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لمحاسبة المتورطين والحد من الآثار الاقتصادية والأمنية التي تطال ليبيا والسودان ودول الجوار.