سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني اليوم
متابعات – أمواج نيوز – يشهد السودان اضطراباً غير مسبوق في سوق الصرف، بعدما سجّل الدولار قفزة تاريخية في السوق الموازي، وسط أزمة اقتصادية خانقة تضغط بشدة على الجنيه السوداني.
ووصل السعر إلى مستويات غير معهودة، مع ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية وتراجع المعروض في المصارف، ما دفع التجار للاعتماد بشكل أكبر على السوق الموازي لتسيير حركة الاستيراد.
وتشير المعطيات المتداولة إلى أن البلاد تمر بأزمة سيولة حادة في النقد الأجنبي، في ظل انكماش احتياطيات البنوك واعتماد شريحة واسعة من المتعاملين على السوق غير الرسمي.
هذا الواقع عمّق الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي، ورفع حجم التداول خارج القطاع المصرفي إلى مستويات خطيرة.
وأكد متعاملون أن وتيرة الشراء ارتفعت بشكل ملفت خلال الأيام الأخيرة، مدفوعة بمخاوف من استمرار تدهور الجنيه. وتزايدت توقعات بإمكانية ملامسة الدولار حاجزاً أعلى خلال الأسابيع المقبلة، إذا ظلت الظروف السياسية والاقتصادية على حالها.
ويُعد الانهيار المتسارع للجنيه انعكاساً مباشراً لتداعيات الحرب التي عطلت الإنتاج، وأضعفت الصادرات، ودفعت ملايين المواطنين للنزوح، الأمر الذي أدى إلى تراجع القوة الشرائية وارتفاع مستويات التضخم.
كما ساهم انتشار اقتصاد الظل واتساع المضاربات في زيادة الضغط على السوق وتآكل قيمة العملة الوطنية.
وفي ظل غياب الاستقرار السياسي وتشتت مراكز اتخاذ القرار، تجد الحكومة والبنك المركزي صعوبة في احتواء الأزمة.
إذ تواصل البنوك العمل بأسعار أقل بكثير من السوق الموازي، دون قدرة فعلية على تقليص الفجوة أو تحسين تدفق النقد الأجنبي.
ويرى محللون أن الفترة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات، وأن استعادة الجنيه لعافيته مرهونة بعودة الاستقرار الأمني والسياسي، إلى جانب إصلاحات اقتصادية جذرية ودعم خارجي يُعيد الثقة للقطاع المصرفي.
وتكشف المؤشرات الحالية عن مشهد اقتصادي هش، مرشح لمزيد من التقلبات، ما لم تُتخذ خطوات حاسمة لإعادة التوازن وضبط الأسواق في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد.