جريدة لندنية : مذكرة حمدوك وضعت المنظمة الأممية في موقف حرج

0

امواج نيوز

جريدة لندنية : مذكرة حمدوك وضعت المنظمة الأممية في موقف حرج

القوى المدنية في السودان تحرج الأمم المتحدة: دعوة البرهان إشارة مشجعة على الانقلابات

خطاب حمدوك للأمم المتحدة يكشف ازدواجية يعاني منها المجتمع الدولي، والذي تساوي غالبية دوله بين البرهان وحميدتي في التعامل مع الحرب.

الخرطوم- أحدثت مذكرة وجهها رئيس الحكومة السودانية السابق عبدالله حمدوك إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتراضا على مشاركة قائد الجيش السوداني في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة، ردود فعل كبيرة، جاء معظمها مؤيدا لمضمونها السياسي المباشر، ما يؤكد أن القوى المدنية لا تزال حيّة ويمكنها أن تلعب دورا لتقويض الهامش الذي يتحرك فيه قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان.ووضعت مذكرة رئيس الحكومة السابق، وكُشف عنها الاثنين، المنظمة الأممية في موقف حرج بسبب موافقتها على قيام البرهان بإلقاء كلمة السودان، في حين صنفته جهات إقليمية ودولية عديدة قائدا لانقلاب عسكري مرفوض.وتعاملت بعض الدوائر السياسية السودانية مع المذكرة على أنها إشارة لنشاط جديد للقوى المدنية يحرك المياه الراكدة، ويوظف الشرعية الثورية التي اكتسبها حمدوك، والتي عصف بها البرهان دون أن يردعه أحد، إلى أن جاءت الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع لترفع الغطاء عن الكثير من المسكوت عنه سياسيا الفترة الماضية.بينما تعاملت دوائر أخرى معها على أنها محاولة من حمدوك للعودة إلى صدارة المشهد السياسي، وطرحه كخيار توافقي يمكن اللجوء إليه الفترة المقبلة، بعد أن أغلقت الكثير من الأبواب والنوافذ أمام المبادرات المطروحة لوقف الحرب في السودان والعودة إلى عملية سياسية تضع الأمور في نصابها الصحيح.

وأوضح القيادي في تحالف الحرية والتغيير معز حضرة في تصريحات لـ”العرب” أن توجيه مذكرة لمنظمة الأمم المتحدة جاء عقب التأكد من تناقضاتها، إذ اعتبرت ما حدث في أكتوبر 2021 انقلابًا على السلطة المدنية، وبالتالي فدعوة البرهان للدورة الـ78 للجمعية العامة ليست له مبررات منطقية، بل يشكل تواطؤاً مكشوفًا لتعاملها بمعايير مختلفة.

ورفضت الأمم المتحدة استقبال قادة أو ممثلين عن كل من النيجر ومالي بسبب حدوث انقلاب فيهما على السلطة، بينما سمحت للبرهان وممثل عن بوركينا فاسو بحضور الدورة الأخيرة، وقد شهد بلداهما أيضا انقلابين عسكريين.

محمد حمدان دقلو: البرهان يشارك في مؤامرة نسجها فلول النظام السابق للاستيلاء على السلطةوأشار معز حضرة إلى أن دعوة الأمم المتحدة غير موفقة ويمكن التعامل معها كنوع من الخداع، وأن الدعوة لم تكن لشخص بعينه لكن لدولة السودان، وكان من المقرر أن يُلقي الخطاب نائب رئيس مجلس السيادة الحالي مالك عقار، وفي اللحظات الأخيرة قرر البرهان أن يكون ممثلاً للبلاد.

ويحاول قائد الجيش تثبيت دوره في السلطة السودانية من خلال وجوده قسرا على رأس مجلس السيادة الذي انحلّ بعد الانقلاب والعصف بالوثيقة الدستورية، وقام بجولات خارجية لنيل دعم مادي ومعنوي يمكّنه من حسم الحرب لصالحه.وحلّ قائد الجيش مجلسي السيادة والوزراء وجمّد بنودا في الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية واعتقل مؤقتا رئيس الوزراء وأعضاء بمجلس السيادة ووزراء في السلطة التنفيذية، ما أدى لقيام الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان، وجمدت واشنطن والبنك الدولي مساعدات له، اشترط استئنافها تسليم السلطة للقوى المدنية.

وأدى انقلاب البرهان إلى حدوث انهيار دستوري في البلاد، ترتب عليه وجود حكومة أمر واقع، انهارت مع اندلاع الحرب في منتصف أبريل الماضي، والتي كانت نتيجة مباشرة للانقلاب على الحكومة المدنية.

وشدد معز حضرة في تصريحات لـ”العرب” على أن حمدوك يمثل الشرعية الثورية وجاء إلى منصبه كرئيس للوزراء بتوافق القوى الثورية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، والثورة هي من اختارته كرئيس وزراء شرعي للبلاد قبل أن يتم الانقلاب عليه

وألمح قريبون من البرهان إلى إمكانية تشكيل حكومة تسيير أعمال تتخذ من بورتسودان مقرا لها بعد خروجه من الخرطوم، وهو ما رد عليه حميدتي بالتلويح بتشكيل حكومة موازية في العاصمة وأدى لكبح قائد الجيش للإقدام على تلك الخطوة.

امواج نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.