ضياءالدين بلال … هاشمان البدوي يوسف

0

“حظك لأنك بتشوف هاشم قمر القسوم الذي يبرق في سماء غائمة “.. جملة وردت في معرض دردشة على “الماسنجر ” مع صديق قديم لهاشم كرار عندما عرف أنني أقيم في الدوحة ، وهي تحدث عن أي محبة وأي معزة يحملها لهاشم من أسعدهم الزمان بصحبته ومعرفته عن قرب وخبروا أصالة معدنه ونبل طباعه وجمال روحه وطيبة قلبه الأبيض “الحليب “.تعيدك الجملة سنوات إلى الوراء وأنت تتحسس أولى خطواتك في دروب مهنة الصحافة .. تسمع باسمه

– لأول مرة –

من تلاميذه في مدرسة صحافة الديمقراطية الثالثة وهم يستعيدون شريط ذكرياتهم في تلك الأيام ، فتبقى سيرته “هي الكلام ” .. دربته في نسج القصص الإخبارية .. براعته في استلال “المانشيتات ” الجاذبة .. وأخذه بيد ناشئة الصحافيين في دروب المهنة .تمر السنوات .. تجمعكما الدوحة .. تطالع كتاباته في صحيفة “الوطن” وفي البال شهادات تلاميذه النجباء .. يتراءى لك بمرور الأيام “هاشمين”.. تراه بملامح جادة في الصفحة الأولى بأخبارها المحكمة الصياغة ومفرداتها المحددة التي لا تحتمل أكثر من معنى .. قبل أن يصافحك وجهه الصبوح في صفحة أخرى وهو يوظف موهبته العالية في الرسم بالكلمات ويمارس هوايته في التلاعب بالحروف وتطويعها في خدمة أفكاره تطويع دكتور الكرة السودانية كمال عبدالوهاب ل ” الكفر ” و الموسيقار برعي محمد دفع الله ل ” الوتر “.

يسعدك الزمان بالسفر معه في واحدة من أطول رحلات الطيران حول العالم .. فتجد نفسك مسافرا في صحبة ماجد .. تقصر صحبته المسافة بين الدوحة وهيوستن التي تمتد لأكثر من ١٧ ساعة .. يبدد طول الرحلة بلطفه ووده الصافي وعلمه الغزير .يحدثك عن :- بدايات مشواره الطويل في دروب الصحافة ، في نهاية سبعينيات القرن الفائت .

– قصة تعيينه في صحيفة “الأيام ” العريقة في عهد الجنرال الشاعر عوض أحمد خليفة الذي رصع جيد الأغنية السودانية بأجمل الأشعار ،وحكايات ذلك الجيل من الصحافيين مع قيادات مايو المنفتحة على الصحافة .

– اعجابه الشديد بحسن ساتي رئيس تحرير الأيام في آخر سنوات مايو ، وكيف استغل غيابه لتمرير حوار أجراه مع رئيس وزراء حكومة أكتوبر سر الختم الخليفة الذي كان يومها مستشارا للرئيس جعفر نميري ، يمجد فيه ثورة أكتوبر ، التي أنقلب عليها الأخير ..

– قصة اغترابه الأول إلى قطر وعودته إلى السودان ، بالمال الوفير ، والولائم والذبائح للأصحاب والأحباب ، حاله حال ممدوح شاعر البطانة الصادق ود آمنة :ضباح الجزر وكت الخلوق تتلمبالليل والنهار سكينو ترعف دم

– انفرادات صحيفة “الجريدة” في الديمقراطية الثالثة ، وتحديدا في قضية اغتيال مهدي الحكيم في الخرطوم ، مستفيدة من علاقات الصحفي الناشئ وقتها المرحوم زكريا حامد بمصدر مطلع يخصه بتصريحات “مشفرة ” باللغة النوبية .

– انتقاله مديرا لتحرير صحيفة “الحوادث” لصاحبها خالد فرح ، وقصة صدور العدد الأول والأخير منها ، في أول يوم لانقلاب الإنقاذ بحوار مع رئيس الوزراء يومها الصادق المهدي بمانشيت “إذا فشلت فلن أشيع باللعنة “.

– كيف أنه أيقن باكرا قبل أن تشرق شمس الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ أن الانقلاب وراءه الجبهة الإسلامية بعد أن رأى شابا في كوبر يهتف ” الله أكبر ” سبق له أن رآه يهتف ” سقط هبل ” فور تنفيذ حكم الإعدام في محمود محمد طه في يناير ١٩٨٥ .

يبحر بك في عالم الصوفية ، فيدهشك بعمقه وسعة اطلاعه واستحضاره لمقولات الأقطاب والشيوخ ، فترسخ في ذهنك من مقولات كثيرة تسمعها لأول مرة ، من بينها مقولة الشيخ العبيد ود بدر ” الما عندو محبة ما عندو الحبة “، وحكاية ذلك الصوفي الذي جبر بخاطر أحد الرعاة جاءه مسرعا يحمل قدحا من اللبن قبيل غروب الشمس ، فلما رأى استغراب أحبابه من شربه للبن وهو صائم قال مقولته الرائعة “صيام يوم بنجبر لكن خاطر الجانا جاري ده كان كسرناهو البجبرو شنو “.

تتحسس رأسك

– وقد أقدم أبناؤه الثلاثة وزوجته وعدد من أحبابه الأسبوع الماضي على حلق رؤوسهم تضامنا معه بعد تساقط شعره بفعل العلاج

– فتجد نفسك متضامنا معه ، بحلاقتك على “الزيرو ” التي اعتدت عليها منذ عدة سنوات وكانت دائما مثار تعليقه متى ما التقاك .

غدا ينبت الشعر ” خنفس ” يا شيخنا .. ويعود الشنب “كليقة” ، و ” نشوفك” – بعيني صديقك – قمرا في سماء الدوحة .. وننسى”مريخيتنا” لنغني

– لأول مرة –

مع عمر البنا :شفنا حبيب بنريدو غير علة أهلا بيهو الهلال هلّالحزن ولىكوكب الأفراح في السماء اتجلى نور حبيب الروح النوّر الحلة أم قمر دورين في الأرض اتدلى ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.