احمد بابكر المكابرابي يكتب..الي الفريق البرهان 24 ساعة او الطوفان

0

امواج نيوز :

يتابع الشعب السوداني بقلق شديد الأوضاع التي وصل إليها السودان في ظل هذا التشظي الذي سوف يقود السودان الي حرب أهلية طاحنة وتراق دماء الابرياء من أبناء هذا الشعب دون مبرر بل هي لعنة السياسية التي اتخذتهم وقود لهذه المعركة الخاسرة بين أبناء الوطن الواحد ليضحي الأبرياء من أجل أن يعيش الساسة قصيري النظر ويجانبهم التعقل والحكمة والرشاد قرأت ما كتبه سعادة الاخ د(ابو احمد الخبير العسكري واجد نفسي اوافقه الرأي فيما ذهب إليها من نصح الي الفرقاء إلا أن الرسالة خصه بها سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس مجلس السيادة التي قال فيها….المتابع للاحداث علي الساحة السياسية السودانية يري بوضوح حجم الاستقطاب والتحشيد الذي يستخدم المواطنين الابرياء دروعا بشرية لمعركة سياسية بين طرفي قوي الحرية والتغيير ، ومن جهة اخري بين قوي الحرية والتغيير (أ) والمكون العسكري في معركة تعريف المدنية واستلام زمام السلطة ..

وهذه اعقد مواجهة في تاريخ السودان الحديث في توجيه ارادة جماهير الشعب نحو القوات المسلحة ( مع او ضد) في معركة سياسية مفتوحة ، ويظل عامل الزمن فيها هو السيف الحاسم لانهائها او تعقيدها .. فان أي تأخير للسيد القائد العام بصفته ممثلا للمكون العسكري في تصحيح العلاقة مع المكون المدني واتخاذ الموقف الصحيح باعادة ترتيب الشراكة ومن ثم فرض هيبة الدولة قبل يوم ٢١ اكتوبر سيقود البلاد لحالة تشظي لها عواقب وخيمة علي مستقبل امن البلاد واستقرارها وهذه المرّة فان التكلفة ستكون باهظة بانتقال الصراع من الاطراف الي المركز ، وستتوالي حالة الانشقاق في المكون العسكري حيث تقف الان الحركات المسلحة في صف واحد مع البرهان ضد غريم شرس ، لذلك فان التعجيل باصدار قرار حل حكومة حمدوك قبل صباح يوم الخميس سيكفي البلاد شر مواجهة محتملة بين ( المدنين ) ويعفي المكون العسكري مجتمعاً من تكاليف فض اعتصام جديد تخطط له مجموعة الاربعة من قوي الحرية والتغيير في زمن ما زال فيه محاصراً بتقرير لجنة اديب في اعتصام القيادة ..

ان الخروج من عنق الزجاجة مرهون بقرار القائد العام والمكون العسكري باعادة ترتيب الاولويات بامتصاص حالة الغضب والاحتقان في الشارع السياسي وذلك بعدم السماح بالتصعيد عبر انجاز المطلوب بالشروع في خطوات جدية نحو تشكيل حكومة مدنية .. وليس هنالك فرصة افضل من تكليف رئيس وزراء مدني من ضمن طاقم الحكومة الحالية قبل يوم ٢١ اكتوبر ..

وتفويضه باختيار حكومة كفاءات ، وفي هذه الظروف المعقدة فان اي خيار عاقل لا يتجاوز د.جبريل ابراهيم وزير المالية الحالي لكونه الانسب لهذه المهمة خصوصا وانه يمثل ابعادا اخري في حل الازمة فهو مدني مقبول لدي الحركات المسلحة والمجتمع الغربي كما انه لا يزاود عليه احد في انتمائه لمعسكر معارضة الانقاذ او الاهلية المهنية او العلاقات الدولية ، وبتكليفه يكون البرهان قد اعاد ترتيب العلاقات بمستوي ابعد من حظوظ الاحزاب والجماعات الي مدي يمثل فيه رسالة للداخل والخارج بمنح اقليم دارفور مكانة متقدمة لم تبلغها في تاريخ السودان الحديث ..

يدعم ذلك اصدار قرار فوري باعادة ترتيب المجلس السيادي بادخال عناصر قومية تمثل شرق السودان مع تمثيل من قوي الحرية والتغيير والحركات المسلحة وذلك كفيل بامتصاص الغضب الجماهيري .. ان ما يثير الاهتمام في هذا الحراك هو ظهور القبائل في المعادلة السياسية متجاوزة دور الاحزاب، فهذه الكيانات تتجاوز جغرافيا الولايات الي روابط الدم واحترام القيادة والزعامة وهي حاضنة ذات حدين في استقطابها او معاداتها ، لذلك يجب وضع الاعتبار بقرار عاجل لانشاء ( لوياجرغا سودانية) علي غرار افغانستان حيث يجتمع رؤساء القبائل ووجهاؤها السياسيون والدينيون وسواهم للتشاور في حل مشاكلهم المتعلقة بشؤونهم السياسية والعامة ..

خصوصا بعد الحضور المتميز للقبائل باعتصام القصر الجمهوري ، فمن باب اولي استيعاب هذه القبائل في تنظيم الحياة العامة وامتصاص حدّة الاستقطاب السياسي لصالح المواطن السوداني .. ان المجتمع الدولي سيظل ينظر للسودان بسياسة الامر الواقع، فاستراتيجية الدول الكبري اصبحت تُقلّب الاستقرار والامن علي الديموقراطية والحرية ..

ونموذج الدولة الفاشلة اصبح غير مرحب به ، وفي ظل الواقع الحالي فان حالة التجاذب علي السلطة تنبئ بحالة فشل ظهرت معالمه في الحالة الاقتصادية والسيولة الامنية والتفكك المجتمعي وانتشار المخدرات .. لذلك تتعاظم فرص المكون العسكري في اعادة ضبط الموجه .

تبقت ٢٤ ساعة وعلي البرهان ان يختار بين الحسم أو الطوفان….يا البرهان
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.