حيدر المكاشفي يكتب ..القفز الي السلطة علي جثث الشهداء

0

أمواج نيوز :

القمع والعنف المفرط الذي قابلت به القوى الامنية الاربعاء الماضي المواكب الجماهيرية السلمية، حتى بدا وكأن هذه القوات تخوض حربا شرسة ضد عدو خارجي، مما أسفر عن سقوط ستة عشر شهيدا حتى لحظة كتابة هذا العمود منتصف نهار الأمس (فالعدد مرشح للزيادة)، هذا غير عشرات المصابين بعضهم اصاباتهم خطيرة، ان هذا العنف القاتل يؤكد ان العقلية الأمنية الموروثة من العهد البائد مازالت مسيطرة ومعشعشة فى رؤوس المعنيين من قيادات الانقلاب، فقد اتضح ان من الاهداف الخبيثة للانقلابيين ان يمكنوا لانقلابهم بسياج امنى ضخم، باستخدام العديد من آليات و أدوات القمع المناط بها إذلال و إهانة الشعب السوداني، و إرهاب و تخويف المحتجين والمتظاهرين والمعارضين للانقلاب، ولذلك عمدوا لممارسة القمع والبطش واخراس الالسن حتى من قولة (بغم)، وذلك لضمان استمرار انقلابهم وحكم البلاد بالقهر والعسف والحديد والدم، إن ما تكشف بوضوح حتى الان ان الانقلابيين لم يكن لهم أي تصور لكيفية تسيير أمور الدولة بعد الانقلاب، وكان هدفهم الاساسي هو تأمين الانقلاب وانجاحه مهما كلفهم الامر وأيا يكن عدد من يتم قتلهم، وحين يفعلون ذلك بدم بارد ولايبالون بأي شئ متأسين بالشعار (الإنقاذي) المعروف (أكسح أمسح ما تجيبوا حي)، يبدون وكأنهم ليسوا على قناعة بأنهم سيقفون أمام رب العالمين للحساب يوم الموقف العظيم، فكانت الصور البشعة التي ملأت فضاءات العالم تعكس دموية وتكبر وتجبر واستعلاء زائف وكبرياء من وهم، وللفول كذلك دور واضح في الذي يجري، خاصة وأنهم يملكون وسائل ذلك عبر وجودهم في مفاصل دولة التمكين التي امتدت لثلاثين عاما، كما يملكون شبكة علاقات الفساد والمصالح التي انتجها الفلول خلال حكمهم، وهي شبكة تستميت فى مقاومة أي تغيير يستهدف مصالحها، كما لا يخفى كذلك دور بعض دول الاقليم التي مازالت علاقتهم موصولة بهم.. وللأسف هم الآن يعملون بقوة لعرقلة الأمور حتى لا يمضي السودان للأمام محققا تطلعات شعبه، وأكثر ما يغيظهم أن تنجح الثورة في العبور إلى الضفة الآمنة التي نرتاح فيها جميعا من عذابات أكثر من 60 عاما بعد الحكم الوطني. وقد ادرك كل المواطنين الذين تابعوا موجات القتل المتتالية بحسن فطرتهم، أنهم منذرون بنظام قتلة ومصاصي دماء، يريقون الدماء العزيزة لكي يبقوا على سدة الحكم، وكان لابد لهم أن يزيحوا من طريقهم كل محتج ومعترض وقد فعلوا، أرواحا عزيزة وأنفسا أبية كانت تطمح لمستقبل باهر يغير الواقع المزري ويصنع مستقبلا جديدا تسوده الرفاهية التي حرموا منها زمنا طويلا، شباب وشابات في عمر الزهور سقطوا مثل أوراق الورد في ليل حالك السواد، رحلوا عن الدنيا بدم بارد بنيران حاقدة متجردة من كل إنسانية، ومن قلوب لم تعرف يوما قيمة الحياة ولا تعرف للرحمة معنى،

باعوا أنفسهم للشياطين القتلة..والسؤال الذي ما يزال يشغل البال فى هذه القضية هو لماذا كانت كل تلك القسوة والفظاظة والبشاعة والشناعة في عملية قمع المواكب السلمية، وما هي الجريمة الخطيرة التى ارتكبها هذا الشباب النضر المبدع الاعزل، وما هى الاسلحة الفتاكة التي كانت بحوزتهم حتى يغيروا عليهم ويغدروا بهم ويعملوا فيهم اسلحتهم بنية ابادتهم كما حدث فى دارفور..

الجريدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.