ياسر الفادني يكتب ..مأساة الطفل في الغرفه 404

0

امواج نيوز :

الطفل( مجدي) ….

ريان السودان الذي هشمت عظامه عربة النفايات ، إنها مأساة طفل يبلغ من العمر إثنا عشرة خريفا ، مأساة لطفل لم يجد التعليم سهلا أمامه بل وجد العرصات المقعدة أمامه في ظل هذا الوضع المزري ، من في عمره الآن يدرس في الفصل السادس أساس ، دخلت عليه في غرفة الإستشفاء في أحد المستشفيات الخاصة ، وجدته في حالة نوم عميق لم أستطيع التحدث معه إلا بدموعي التي تقطرت قطرات وإنهملت بعد ذلك…..

ألما وحسرة تحكي عن مأساة طفل خرج من منزله ليعمل وهو زُغْب الحواصل لا لحما ولا ريشا يواريه ، أجبرته ظروف أسرته الفقيرة علي ذلك ، والده مريض ، أمه لا حول ولا قوة و في وضع يرثي لها…مجدي الدين أو مجدي كما يحلو لأسرته المكلومة التسمية هو ضحية لوضع كان حالك السواد وعهد قميء قد مضي ، ضاع فيه التعليم ، ضاع فيه الإقتصاد ضاع فيه كل شييء ، إن ذهبت إلي الأسواق تجد الصبية في عمر مجدي وأصغر منه يعملون لا تسطيع أسرهم إدخالهم المدارس بدلا أن يكونوا في فصولهم اصبحوا يعملون في المهن الهامشية علهم يساعدون أسرهم التي غزاها الفقر وترسخ….

كما غزي هؤلاء الرجرجة والدهماء هذه البلاد عقب الثورة المسروقةموقف الطفل مجدي وهو طريح الفراش الأبيض وملفوف بالشاش وجزء من جسمه مغطي بالجبص منظر يندي له الجبين ويهطل الدمع بسببه مدرارا ، مجدي مثل الصبية الذي ذهبوا عبر السنابك إلي الدول الباردة ولعل السبب أن هذه البلاد أصبحت طاردة لهم بعد أن( نشفوها) هؤلاء الأوباش وجعلوها كالمعزة التي رضعها (الورل ) لا تلد ولا يكون فيها لبن وأصابها الهزل والضعف جراء ما فعل بها ورل (الترعة) قبيح الشكل والمنظر ، مآسي ظلت كل مرة تتجدد ولا بصيص أمل ، صبية أصبحوا مدمنين طلاب كما دق القيادي في وزارة التربية ناقوس الخطر في ندوة المخدرات كلها بسبب المدنية… ألا لعنة الله عليها إن كانت هي هذه المدنية …

عربات النفايات التي نراها لا أعتقد انها صممت لكي تحمل عمال فالملاحظ أن العمال (يشمعون) في الجانب الخلفي ، هذه العربة غير السواق تحمل بالكاد شخصين في الأمام و فيها صندوق مجوف خلفها ، فيه تجمع القمامة إلي الامام وتضغط ويرجع الباب مرة اخري إلي الجهة الخلفية ولا توجد إلا مساحة نصف متر يقف فيها العمال ، هذا خطا وهذا يعرض العمال للخطر المحدق كما حدث للطفل مجدي ، كان من الاجدي للجهة التي تشرف علي النظافة أن تجعل مع كل عربة نفايات عربة أخري ليركب فيها العمال أو تكتك مثلا إذا تعذرت العربة ، هذه صورة مقلوبة يجب وبعد حادثة الطفل مجدالدين أن تُعَّدَل الصورة علي وجه السرعةالسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول من ريان السودان مجدي ؟؟ ، علما بأن كل إجراءات علاجه وفاتورة العلاج تدفع بصورة راتبة من جهة رسمية رفضت إدارة المستشفي الإفصاح لي عنها….

فلهم مني كل التحية والتقدير و الإحترام و(دي المحرية فيكم ) ، علي والي الخرطوم أن يقف علي مأساة هذا الطفل ويعالج الأشياء التي تشوب حمل ونقل النفايات وأعجبني ما أصدره الوالي بتكوين لجنة للتحقيق العاجل في هذه الماساة التي تتضرر فيها طفل طريح الفراش الآن، لا نعرف متي يشفي؟ ولا ندري متي يقوم؟

وهل تؤثر هذه الإصابة الشديدة في جسمه مستقبلا؟ آمل أن لا يحدث ذلك ويشفي ويعافي

الخراب الذي حدث في شوارع الخرطوم سببه صبية صغار هم الذين ينقلون الحجارة وهم من يضعونها كتروس لا يفهمون شيئا حتي في السياسة لكن خلفهم آخرون يقفون من بعيد يتقمصون صفة المراقب ولعلهم يدعمون هؤلاء الصبية الصغار ويدسون لهم السم في الدسم ، ما دخل في الجيل الجديد بواسطة هؤلاء الذين سبقوا …..

يحتاج إلي دراسات وخطط نفسية وإجتماعية من باحثين ، هؤلاء الصبية يحتاجون لثورة تنطلق من أجل التغيير السلوكي لهم و لتنظيفهم من الأدران التي علقوها من حكموا بعد الثورة لعنة الله عليهم أينما حلوا وحيثما وجدوا فيا والي الخرطوم عليك الإهتمام بمجدي والاهتمام باسرته وهذه أمانة في عنقك في الدنيا إن تحمتلها….

تفلح وإن لم تتحملها تكون عليك حسرة وندامة في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم وأقول ما تسمع……

فكن من السامعين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.