ياسر الفادني يكتب.. فات الأوان

0

فات الأوان ما قادر أصدق إنو نحن أوانا فات ! كلمات خطها الأستاذ الشاعر الراحل المقيم محمد يوسف موسي ، وشنف آذاننا بها تطريبا وصوتا الفنان الراحل المقيم صلاح بن البادية ، محمد يوسف موسي يعتبر من رواد شعراء الجيل الماسي للغناء السوداني وهو رائد مدرسة التجديد في الشعر الغنائي السوداني

مايميز النبض الشعري لمحمد يوسف هو انتقاءه للكلمة بطريقة جميلة ودائما يتخير معانيها ، شعره يتسم ببساطة الصدق وحرارة العاطفة ،

يرسل كلماته كأنها مقاطع موسيقي يرددها كل من يسمع لحن حروفها ، من أجمل ماكتب واهدى مثال لذلك أغنية (صوت السماء ) التي أداها الراحل سيد خليفة ( وعذبني وتفنن) للراحل محمد وردي و (كلمة) لإبن البادية وغيرها كثير من الدرر الغنائية الفريدةمحمد يوسف موسي في أغنية فات الأوان التي كتبها لعب بالألفاظ والتراكيب لعبا ممتعا ، أمتلك سحرا عجيبا وهو كيف يجذب المستمع ، جناس ممتع استعمله في تزيين المفردة بالحلة البلاغية ،

صور بلاغية أخرجها شعرا وموسيقى وفنا ، أسئلة حائرة رددها فات الاوان والانكتب علي جبينا الليلة بانأصبحنا أغراب نحن القراب لا رعشة لا لمسة حنانكيفن سنين الحب تفوت وياداب ظلال افراحا جاتكيف نفترق نقطع صلاتنا يوم ما بدت بينا الصلات؟الراحل المقيم محمد يوسف موسي عاصر عمالقة الشعر الغنائي وهذا ما جعله يجتهد للوصول إلى مصافي هؤلاء المبدعين وسار بخطي ثابتة وراسخة حتي صار رئيس إتحاد شعراء الأغنية السودانية ، مدرسته الشعرية هي مدرسة العاطفة الجياشة الممزوجة بالرومانسية المتاججة المخلوطة بالحزن الراقي والاعتراف بحالة الهوي ودرجته العالية والتحسر علي عدم معرفة الذي يهويه من زمن مضيأنا عشت من قبلك غريب ما عرفت تقدير الزمن أحبابي من قبلك دموع واصحابي من قبلك شجنكان عمري حفنات من ضياع ماليهو قيمة ولا ثمنيوم عرفتك كان سنين العمر ولن وانتهنفضلت اتحسر وأقول ليه ماعرفتك من زمانأجمل ماختم شاعرنا محمد يوسف موسي هذه القصيدة بالاستغراب الحزين الجاذب الذي يلمس القلب مباشرة دون وسيط واهات صادقة صاغها كتابة بقلبه النظيف عندما ردد الله عدة مرات ،

الله…الله…الله لحبي الاحترق يوم انفتح للجنة بابالله اللهالله لشمعاتي الانطفن يوم الظلام بالفرحة دابالله اللهالله لعمري الانتهي يوم ابتديت أحسب حساب قول الوداع فات الأوان ياريتو فات قبل الأوانهنا الفنان صلاح الجيلي محمد أبو قرون والذي لقب بإبن البادية أبدع في التغني الظريف والجميل بهذه الكلمات وصاغها في حلة براقة وزاهية من لحن شجي وصوت رائع فاق حد الروعة وفاق حد الدهشة العارمة ، إبن البادية لم يغني من الغناء سخفا ولم يردد إلا اللذيذ الذي بصوته الآخاذ سحره جعله ثمرة للأكلين فيه لذة متناهية من غناء سوداني أصيل و خالص ، كان بين الشاعر محمد يوسف وابن البادية ودا وصداقة وحبا كان النتاج هذا الفن العجيب انا أقول : الله …الله …الله عليك يامن سكبت الذهب شعرا ، الله …الله

..الله عليك يامن نثرت الدرر نثرا ، الله ..الله ..الله عليكما ، قامتان عطرتا مقالي هذا قامة الشعر وقامة الغناء ، الله ..الله عليك يا صفوة المبدعين الفنان صلاح إبن البادية، ألا رحمكما الله وأسكنكما فسيح جناته ودمتما في عداد الخالدين .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.