ياسر الفادني يكتب.. تبقى إيه الدنيا من بعدك تكون؟

0

امواج نيوز :

ما أجمل شعراء بلادي ، زينوا مساحات عشق ورصفوا طريق حزن لكنه نبيل ، كل واحد منهم له طريقته وله لغته وله عباراته وله صور ملونة وضعها علي حائط التاريخ الفني الأصيل حلاوة والجميل طلاوة ، صلاح حاج سعيد واحد من هؤلاء الرموز الأجلاء ، تلالا عشقا سرمديا لحسناء القافية واميرة الأوزان الشعرية، صلاح حاج سعيد يعد من اساطين وملوك الشعر السوداني الآخاذ عطرا من كلمات : لسه بيناتنا المسافة والعيون واللهفة والخوف والسكونرنة الحزن البخافاتعدي بالفرحة وتفوتوامشي بالحسرة واموتعلاقة حميمة جمعت بين رائعين ، الفنان الراحل المقيم مصطفي سيد أحمد وصلاح حاج سعيد كان النتاج إبداعا لايضاهيه إبداع مفردة أنيقة ونغما شجيا وصوتا رخيما، صلاح حاج سعيد عقد فريد حرفه رنان نبضه صادق قوي الارادة لاينكسر ، يصف حاله بكل تجرد ، يصارع المستحيل لا الزمن يقدر يحول قلبي عنكلا المسافة ولا الخيال يشغلني عنكعارفني منك تحرمني منكوالمواعيد لا بتجيب منك توديلا الشجن قادر يشيلني عليك اعديشجرة مفردات حاج سعيد ظلالها وارفة ثمارها يانعة تحتها تجد الدلالات والمعاني العميقة الشيقة ترجمها شعرا في ديوانه الحزن النبيل علما بأن الاهداء كتبه لصديقه مصطفي سيد أحمد ، كثير العتاب علي من ظلم لكنه عتاب لطيف بدون تجريح، عتاب فيه اصرار وثبات علي عهد قطعه علي نفسه لم يتزحزح عنه ولا يتغير مهما أكل عليه الدهر وشربلا رسالة تجيني منكلا خبر طمني عنكوأنت سايق فيني ظنكرغم إنك ..انت عارف …

انو منكلا الزمن يقدر يحول قلبي عنك…لا المسافة ولا الخيال يشغلني عنك …

صلاح حاج سعيد يعتبر من رواد مدرسة العاطفة الجياشة والحروف الموسيقية في شكل جمالي عجيب ، هذا الرجل يثير الدهشة في قلب المستمع ، كلماته تجسد وجدانه، يطرح عرض حال عنيف من الأسي بسبب الظلم والقساوة من من يعشق ، يقاتل الظنون ويطلب قيمة السماح التي يلبسها ..ببقي بعدك في الأسيوتبقي انت الظالم القاسي النسيوغصب عني ازيح ظنوني…

وأقول عليك انت المسامح فوق شجوني أعيش زمان بالفرقة جارحفوق شجوني…في احتمال بالي إنك، انت سايق فيني ظنك رغم عارف انو منكحاج سعيد. لامس احساسيس العاشقين متحدثا باسمهم ، نبضه فيه مسحة الإهتمام بخلجات الإنسان وسكونه و نشاطه وتفكيره لكن بصوت قوي وصادح ، أبدع في الوصف والتشيبة، مع التشبس بالمواثيق مهما بلغت قساوة الألم ، لسان حاله يقول :

لا مفر منك الا إليك ، ختم هذا العسل الخالص بمجموعة من الأسئلة التي يعرف اجابتها مسبقا ورسخت في قلبه إلا أنه ذكرها من قبل التأكيد عليهاياهوي الألم النعيم …خليك في الوعد.القديموخليني في الشجن الاليم….وابقي في كل المداين سكني وسفري الجحيمتبقي إيه الدنيا من بعدك تكون؟

وابقي إيه بعدك اكون؟

عملاقان التقيا الأول كتب شعرا معفما بكل جميل والثاني دندن بهذه العبارات صوتا جميلا وخرجت أغنيات خالدات سيظل بريقها لا ينطفي وخلودها لا يتلاشى و(ياهو دا الغنا ولا بلاش ) !.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.