شهدت منطقة المثلث الحدودي خلال الساعات الماضية مواجهات دامية بين عدد كبير من المعدنين التقليديين، المعروفين محليًا بـ”الدهابة”، وقوات من مليشيا الدعم السريع، في واحدة من أكثر الاشتباكات عنفًا بين المدنيين والمسلحين في تلك المنطقة المضطربة.
بدأت الأحداث عندما حاولت مجموعة مسلحة من الدعم السريع تنفيذ مداهمة على معسكرات التعدين، بهدف الاستيلاء على الذهب والمعدات النقدية بالقوة. إلا أن المعدنين، الذين كانوا قد رصدوا التحركات المريبة مسبقًا، استعدوا لمواجهة محتملة، وأخفى بعضهم أسلحة خفيفة في مواقع العمل.
وبحسب مصادر ميدانية، اندلع إطلاق نار كثيف بين الطرفين استمر لعدة ساعات، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، دون توفر حصيلة دقيقة حتى الآن، وسط تضارب الأرقام نتيجة صعوبة الوصول إلى المنطقة.
وأكد شهود عيان أن الاشتباكات تسببت في حالة من الذعر، وسط محاولات فرار من المنطقة، قبل أن تنسحب قوات الدعم السريع تحت ضغط نيران المعدنين الذين صمدوا في مواقعهم، مسببين خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين.
هذه المواجهة تسلط الضوء على تزايد التوتر بين المدنيين والمليشيات المسلحة في مناطق التعدين، حيث تتكرر محاولات الاستيلاء بالقوة على الموارد من قبل جماعات مسلحة في ظل غياب أي وجود حقيقي للدولة أو مؤسسات إنفاذ القانون.
وتشهد مناطق التعدين في ولايات دارفور وكردفان نزاعات متكررة على الذهب وموارده، في ظل تدهور أمني حاد وبيئة مشحونة بالغضب الشعبي من ممارسات الابتزاز والسيطرة التي تقوم بها المليشيات بحق المواطنين ومصادر أرزاقهم.