في تطور ميداني لافت شمال مدينة الفاشر، نفذت القوات المسلحة والقوات المشتركة فجر أمس عملية دقيقة ومحكمة استهدفت مواقع محورية لمليشيا الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل العقيد علي أبودره، أحد أبرز القادة الميدانيين في صفوف المليشيا، والذي كان يشرف على تحصينات استراتيجية في المحور الشمالي للمدينة.
العملية التي وُصفت من قِبل قيادات ميدانية بأنها “ضربة مركزة إلى مركز الثقل”، جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق لتحركات القيادي القتيل خلال الساعات الأخيرة. ووفقًا لمصدر عسكري مشارك في التنفيذ، فإن أبودره كان هدفاً نوعياً، يمثل حلقة وصل حيوية في سلسلة القيادة الميدانية للمليشيا في الفاشر، واعتُبر استهدافه بمثابة “قطع الرأس لشلّ الذراع”.
الهجوم المباغت طال واحدة من أكثر النقاط تحصيناً في شمال المدينة، حيث كان أبودره يتمركز ويشرف على إدارتها. وقد أدى الهجوم إلى انهيار منظومة الدفاع في الموقع المستهدف، وانسحاب ما تبقى من العناصر تحت ضغط الضربات الدقيقة.
المزيد من المشاركات
تأتي هذه الضربة ضمن سلسلة عمليات تصعيدية تنفذها القوات المشتركة بهدف تفكيك مراكز السيطرة الميدانية لمليشيا الدعم السريع داخل الفاشر، وتهيئة الأرض للتمدد نحو مواقع أخرى، بما في ذلك مناطق غرب المدينة، وسط تحركات استراتيجية موازية على محاور متجهة نحو الخرطوم.
الجيش أكد أن عملياته أصبحت تعتمد بشكل متزايد على تفوق المعلومات الاستخباراتية، والتعامل الذكي مع الأهداف النوعية، بهدف تقويض قدرة المليشيا على القيادة الميدانية والتخطيط، خاصة في ظل تزايد استهداف المدنيين واستخدام المناطق السكنية كدروع بشرية.
ومع تساقط القادة الميدانيين واحدًا تلو الآخر، تزداد مؤشرات التفكك داخل صفوف الدعم السريع، بينما تواصل القوات المشتركة عمليتها بإصرار على استعادة السيطرة الكاملة على الفاشر، وفرض المعادلة من جديد على الأرض.
