أطلق ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، تحذيرًا قويًا من تكرار التجربة الليبية في السودان، وذلك في أعقاب إعلان تحالف “تأسيس” تشكيل حكومة انتقالية موازية للحكومة المعترف بها في بورتسودان، معتبرًا أن البلاد دخلت مرحلة خطرة غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
▪ السودان بين حكومتين ونزاع مفتوح
وفي تصريحات صحفية اليوم الأحد، قال عرمان إن السودان، ولأول مرة منذ استقلاله في عام 1956، يعيش واقعًا مزدوجًا لحكمين متوازيين يتصارعان على الشرعية والموارد، محذرًا من أن هذه الحالة تعزز استمرار الحرب وتغذي الانقسام، وقد تدفع بالبلاد نحو فوضى تشبه ما حدث في ليبيا.
▪ دعوة لوقف النار ومعالجة جذور الأزمة
وأكد عرمان أن “أقصر الطرق للسلام” يبدأ بوقف فوري وإنساني لإطلاق النار، يليه حوار حقيقي يعالج جذور الأزمة، وعلى رأسها غياب دولة المواطنة المتساوية، وانعدام العدالة، وتفكك المؤسسات، داعيًا إلى تأسيس نظام ديمقراطي يقوم على المحاسبة والتنمية وجيش وطني مهني.
▪ تصنيف الحركة الإسلامية وتأكيد على الثورة
وفي سياق حديثه، شدد عرمان على ضرورة عدم منح أي شرعية للحركة الإسلامية، مطالبًا بتصنيفها كتنظيم إرهابي نتيجة دورها في إشعال الحرب، مشيرًا إلى أن تكرار النموذج الليبي – حيث تتنازع حكومتان السلطة في ظل غياب الاستقرار – قد يؤدي لانهيار الدولة السودانية بالكامل.
▪ الإغاثة أولاً.. ورفض لحرب أبريل
وأضاف أن الأولوية الآن يجب أن تكون لإغاثة المدنيين المتضررين من الحرب، وليس لترتيبات سياسية فوق الدماء والركام، مرددًا شعارات الثورة السودانية: “نعم لديسمبر، ولا لحرب أبريل”، ومؤكدًا أن “الشرعية لا يمنحها السلاح، بل يقررها الشعب وقوى الثورة”.
▪ ختامًا: نداء للعودة إلى طاولة الحل
في ظل انقسام حاد وتسابق على السلطة، يبدو أن تحذيرات عرمان تمثّل دعوة عاجلة لجميع القوى السودانية للعودة إلى طاولة الحوار، لتفادي تكرار السيناريو الليبي الذي أطاح بدولة، وأدخل شعبها في دوامة حرب لا نهاية لها.