في خطوة مثيرة للجدل داخل المشهد السياسي السوداني، خرج رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، بتصريحات اعتبر فيها أن تحالف “تأسيس” دخل مرحلة من “المقامرة السياسية الخطيرة” عقب إعلانه عن حكومة موازية خلال الأيام الماضية.
ووفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لـ”النورس نيوز”، فإن عرمان يرى أن هذه الخطوة تمثل تهديداً مباشراً لوحدة البلاد، وتضعف أي إمكانية حقيقية لبناء جبهة وطنية واسعة قادرة على إيقاف الحرب المستعرة بين الجيش والدعم السريع.
وأضاف أن السودان “لا يحتمل تعدد الحكومات” في ظل الانهيار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي.
المزيد من المشاركات
وتشير المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة إلى أن اجتماعات مغلقة جرت خلال الأسابيع الماضية بين قيادات في الدعم السريع وبعض الحلفاء السياسيين في نيروبي، انتهت إلى اتفاق غير معلن حول إقامة مجلس سيادي بديل يقوده محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على أن يتولى محمد حسن التعايشي منصب رئيس الوزراء، وعبد العزيز الحلو منصب نائب الرئيس، في حين أُسندت مهام إقليمية إلى عدد من القادة أبرزهم الهادي إدريس ومبروك مبارك سليم.
لكن المفاجأة – بحسب تسريبات – أن الإعلان عن هذا التشكيل لم يحظَ بإجماع كامل داخل تحالف “تأسيس”، حيث برزت أصوات رافضة رأت أن المشروع مجرد غطاء سياسي لإضفاء شرعية على واقع عسكري فرضته الحرب، الأمر الذي دفع عرمان لانتقاد التجربة مبكراً وربطها بمحاولات سابقة فشلت في فرض حكومات بديلة.
الجيش السوداني، من جانبه، أعلن بوضوح أن ما يجري “محاولة انقلابية ناعمة” تستهدف شرعية الدولة ووحدة مؤسساتها، في وقت يتزايد فيه الضغط الإقليمي والدولي لوقف الحرب والدخول في مفاوضات سلام شاملة.
وبينما يتجادل القادة السياسيون حول مشروعية الحكومات الموازية، يبقى المواطن السوداني الخاسر الأكبر، إذ يواجه أوضاعاً إنسانية كارثية ونقصاً مريعاً في الخدمات الأساسية، وسط غياب أي مؤشرات على انفراج قريب.
