عثمان ميرغني يكتب .. المشهد في السودان بعد خروج البرهان

0

امواج نيوز

عثمان ميرغني يكتب المشهد في السودان بعد خروج البرهان

عملية خروج الفريق عبد الفتاح البرهان من مقر قيادة القوات المسلحة السودانية بعد خمسة أشهر من الحرب، حركت كثيرا من الأمور، وأطلقت العنان للتحليلات والتأويلات، بدءاً من الكيفية التي تمت بها، وانتهاء بما يمكن أن يتبعها من خطوات، وما ستتجه إليه الأمور في المرحلة المقبلة.

السؤال الأهم الذي تمحورت حوله كثير من القراءات هو: هل سيؤدي خروج قائد الجيش إلى حل تفاوضي، أو تصعيد في الحرب؟

قبل الخوض في محاولة الإجابة، ربما كان من المفيد الوقوف قليلا عند الكيفية التي أنجزت بها العملية، لأن ذلك من شأنه أن يسلط بعض الضوء أيضا على مراميها.

فلو أنه خرج بصفقة وترتيبات إقليمية ودولية كما تردد في بعض الأوساط، فإن ذلك سيوحي بأن هذه الترتيبات تعني توجها نحو حل تفاوضي لوقف الحرب. أما إذا كان الخروج بعملية عسكرية نفذها الجيش السوداني فإن ذلك سيجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات بما فيها التصعيد العسكري.

البرهان بدا حريصا على الرد على هذه التأويلات في خطابه الذي ألقاه أمام الضباط والجنود في قاعدة فلامنجو البحرية في بورتسودان يوم الاثنين الماضي، إذ أكد أن خروجه من مقر القيادة العامة للقوات المسلحة أنجز بعملية عسكرية شارك فيها جنود من مختلف الوحدات، ودار خلالها قتال، وسقط شهداء.

ما يرجح هذا الكلام أن قوات الدعم السريع ذاتها بدا أنها بوغتت وارتبكت بعملية الخروج هذه، إذ كان المتحدثون باسمها يرددون حتى عشية العملية أن البرهان محاصر في مقره بالقيادة العامة ولا يستطيع التحرك ولو لأمتار قليلة. وبعد ظهوره في أمدرمان ظهرت مقاطع فيديو لمتحدثين من مقاتليها يقولون إن البرهان هرب، وإن خروجه كان خوفا من سقوط مقره بعد المعارك في سلاح المدرعات، وهي المعارك التي أحدثت فيها هذه القوات اختراقا في بدايتها قبل أن تنقلب الموازين في هجوم الجيش المضاد.

الملاحظ أن البرهان إلى جانب رده على التأويلات حول كيفية خروجه، تبنى خطا متشددا في خطابه في بورتسودان، ما قد يشير إلى أن التوجه هو نحو التصعيد العسكري، لا للحل التفاوضي في هذا التوقيت الذي يقول فيه عسكريون إن كفة العمليات في الخرطوم أصبحت لصالح الجيش الذي وسع نقاط انتشاره وحشد مزيدا من القوات.

فالبرهان في خطابه رفض عمليا «رؤية الحل الشامل» التي نشرتها هذا الأسبوع قوات الدعم السريع على منصة «إكس»، قائلا إنه لن يعقد أي اتفاق «مع أي جهة خانت»، وإن الجهد الآن «ينصب نحو الحسم»، وإن الحرب في نهاياتها.

كما أنه واصل في كلمته أول من أمس بالقاهرة التي كانت محطته الأولى في جولات خارجية متوقعة، هجومه على قوات الدعم السريع، لكنه تبنى لهجة أقل حدة بعض الشيء، وإن كان قد تعمد الغموض في انتقاء كلماته.

فقد قال إنهم في القوات المسلحة يحرصون «على أن نسعى لنضع حدا لهذه الحرب، ونضع حدا لأن تنتهي هذه المأساة»، لكن من دون أن يحدد ما إذا كان ذلك من خلال مفاوضات، أم من خلال «الحسم» الذي تحدث عنه أمام جنوده في قاعدة فلامنجو.

امواج نيوز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.