فقدان النحاس في مصفاة السودان للذهب تهدد الاقتصاد الوطني تفاصيل مروعة
"فقدان 884 طنًا من النحاس في مصفاة السودان للذهب يثير القلق"

تفاصيل فقدان 884 طنًا من النحاس في مصفاة السودان للذهب يثير القلق
متابعات _ امواج نيوز _ في تطور مفاجئ يثير القلق حول مصير الموارد الاستراتيجية للبلاد، أعلنت وزارة المعادن السودانية عن فقدان 884 طنًا من معدن النحاس من مصفاة السودان للذهب. وقد جاء هذا الإعلان عقب زيارة ميدانية قام بها وزير المعادن، محمد بشير أبو نمو، يوم الجمعة، إلى المرافق المتضررة جراء عمليات التخريب الناتجة عن الحرب في ولاية الخرطوم.
شملت الزيارة التفقدية التي رافقه فيها والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، عددًا من القيادات العليا في قطاع التعدين، حيث تم تفقد العديد من المؤسسات الحيوية التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال الاشتباكات العسكرية الأخيرة. من بين هذه المؤسسات التي تم زيارتها الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية،
الشركة السودانية للموارد المعدنية، شركة أرياب للتعدين، شركة سودامين، ومصفاة السودان للذهب، بالإضافة إلى مقر شرطة تأمين التعدين. وتهدف هذه الجولة إلى الوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بهذه المنشآت المهمة في ظل الأزمة الأمنية التي شهدتها الخرطوم.
خلال الزيارة، أكد وزير المعادن أن الفقد الكبير في معدن النحاس، والذي يعد من الموارد الاستراتيجية الهامة، يمثل تحديًا كبيرًا للقطاع المعدني في السودان. وأشار الوزير إلى أن فقدان 884 طنًا من النحاس يعكس حجم الأضرار التي تعرضت لها المصفاة نتيجة الأحداث الأخيرة.
وأكد أن هذا الحادث يثير العديد من التساؤلات حول كيفية حدوثه، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة، حيث تزايدت المخاوف من أن يكون هناك تواطؤ داخلي أو عمليات نهب منظمة خلال فترة الانفلات الأمني في الخرطوم.
وقد أحال وزير المعادن الملف إلى الجهات المختصة في أمن اقتصاديات المعادن للتحقيق في الحادثة واتخاذ الإجراءات القانونية والفنية اللازمة لاسترداد المورد المفقود. هذا الفقدان الكبير لمعدن النحاس يشكل ضربة قاسية للاقتصاد السوداني، خاصة وأن النحاس يعتبر من المعادن التي تشهد طلبًا عالميًا متزايدًا ويستخدم في العديد من الصناعات الحديثة مثل صناعة الإلكترونيات والطاقة المتجددة.
وفي جانب آخر من الزيارة، أبدى الوزير أبو نمو إشادة بالجهود التي بذلتها اللجان الفنية والإدارية في حصر الأضرار وترتيب الملفات الخاصة بالمصانع المتضررة. واعتبر أن هذه الجهود تعكس مستوى عاليًا من المهنية والتنسيق بين الجهات المعنية. ودعا الوزير إلى مواصلة العمليات العسكرية في البلاد حتى يتم تطهير جميع المناطق من فلول التمرد وضمان استقرار الأوضاع الأمنية.
من جانبه، أكد والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أن هذه الزيارة تعد مؤشرًا قويًا على قرب عودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة السودانية. وأشاد الوالي بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المشتركة في معركة تحرير الخرطوم، واعتبر أن هذه الانتصارات تمثل تحولًا إيجابيًا في مسار استعادة الدولة وبسط هيبتها. كما أكد التزام حكومته بإعادة الإعمار وتهيئة الظروف اللازمة لعودة المؤسسات والمواطنين إلى مناطقهم.
تجدر الإشارة إلى أن قضية فقدان 884 طنًا من النحاس من مصفاة السودان للذهب قد أثارت موجة من الانتقادات والتساؤلات في الأوساط المحلية والدولية. حيث طالب العديد من الخبراء والمراقبين الحكومة السودانية بإجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة للكشف عن تفاصيل ما حدث، مع ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لتشديد الرقابة على المنشآت الحيوية ومنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
في هذا السياق، أعرب الخبراء عن قلقهم من تأثير هذا الفقدان على الاقتصاد السوداني، الذي يعاني أصلاً من أزمات متعددة. ولفتوا إلى أن فقدان هذا المعدن الاستراتيجي قد يؤدي إلى تأخير في المشاريع التنموية،
خاصة تلك التي تعتمد على النحاس كمورد أساسي. وبدوره، دعا العديد من المراقبين إلى ضرورة العمل على تحسين إجراءات الأمن في المنشآت الحيوية وإجراء تقييم شامل للمنظومة الأمنية لمنع عمليات التهريب أو الفساد المستقبلي.