محمد صلاح يعود ليكتب التاريخ… أم يسقط في اختبار الحسم
صلاح يجدد عقده مع ليفربول رغم تراجع مستواه: هل يعود الفرعون للتألق في نهاية الموسم؟

متابعات _ امواج نيوز _ أنهى النجم المصري محمد صلاح حالة الجدل التي أُثيرت حول مستقبله مع ليفربول، بعد توقيعه على عقد جديد مع النادي، مؤكداً بذلك أن العلاقة بين الطرفين لا تزال متينة ولم تصل إلى مرحلة أزمة الثقة.
غير أن هذا الإعلان لم يمنع التساؤلات التي تحيط بأداء صلاح في الآونة الأخيرة، خاصة وأنه يمر بأطول فترة صيام تهديفي وتمرير حاسم منذ أكثر من أربع سنوات.
بالنسبة لأي لاعب آخر، قد لا تُعدّ أربع مباريات بلا أهداف أزمة حقيقية، لكن بالنسبة لصلاح، الذي لطالما عوّد جماهيره على التألق المستمر، فإن الأمر يبدو مقلقاً. في الموسم الجاري، سجل صلاح 27 هدفاً وصنع 17 أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما يعكس مدى تأثيره الكبير، لكن غيابه عن التسجيل أو صناعة الأهداف في المباريات السبع الأخيرة أثار تساؤلات عديدة.
ووفقاً لتحليل أدريان كلارك عبر الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي، فإن صلاح لم ينجح في التسجيل من اللعب المفتوح في تلك المباريات، مع استثناء ركلتي جزاء ضد ساوثهامبتون. كما لم يتمكن من ترك أي بصمة مؤثرة في مواجهات حاسمة مثل ربع نهائي دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان، أو نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل، فضلاً عن مواجهتي الدوري ضد إيفرتون وفولهام.
أسباب التراجع عديدة، أبرزها الإرهاق. فقد خاض صلاح جميع مباريات الدوري تقريباً، ولم يغِب سوى 38 دقيقة طوال الموسم، ليصبح خامس أكثر لاعب مشاركة في دقائق اللعب. هذا الضغط البدني الهائل قد يكون عاملاً مباشراً في انخفاض لياقته وفاعليته الذهنية.
إلى جانب ذلك، فإن تراجع أداء الفريق ككل انعكس على صلاح، إذ لم تُتح له نفس الفرص داخل منطقة الجزاء كما اعتاد، وانخفض معدل تسديداته إلى النصف مقارنة ببداية الموسم. علاوة على ذلك، ظهرت عليه علامات التوتر وعدم الحسم، فأضاع فرصاً كان يُعرف بقدرته على ترجمتها بسهولة.
خطط الفرق المنافسة كانت أيضاً سبباً في تقليص خطورته، إذ باتت تحرمه من المساحات التي يبدع فيها، وتضيق عليه الخناق في كل محاولة للاختراق. ففي مباراة نيوكاسل، فشل في 10 مراوغات من أصل 11، وهو مؤشر على تراجع الثقة في أدائه الفردي.
رغم كل ذلك، لا يزال صلاح قريباً من تحطيم عدد من الأرقام القياسية. إذ يحتاج لثلاث تمريرات حاسمة فقط لمعادلة الرقم التاريخي في الدوري المسجل باسم دي بروين وتييري هنري (20 تمريرة حاسمة). وإذا حافظ على معدل صناعته للفرص (تمريرة كل 162 دقيقة)، فمن المرجح أن يصل لهذا الرقم أو يتجاوزه في الجولات المتبقية.
كما يسعى صلاح لتحطيم رقم شيرار وأندرو كول من حيث عدد المساهمات التهديفية في موسم واحد (47 مساهمة)، حيث يحتاج فقط إلى أربع مساهمات لتجاوزه – في موسم من 38 مباراة وليس 42 كما حدث في التسعينات.
ويبدو أن الأمل لا يزال قائماً في أن يختتم صلاح موسمه بقوة. ففي الجولات السبع الأخيرة من الموسم الماضي، سجل 7 أهداف وقدم 5 تمريرات حاسمة. وإذا تمكن من تكرار هذا الإنجاز، ومع احتمال فوز ليفربول باللقب، فقد يصبح هذا الموسم الأنجح في مسيرته، ويضعه في مقدمة المرشحين لكافة الجوائز الفردية في البريميرليغ.
وبين موجة الانتقادات والتوقعات، يبقى محمد صلاح لاعباً استثنائياً، قادراً على العودة في أي لحظة وإعادة كتابة الأرقام والتاريخ من جديد.