امواج نيوز

نهر النيل يبتلع الأرض.. والمزارعون يستغيثون

ارتفاع منسوب النيل يُغرق مئات الأفدنة في المنوفية ويتسبب في أزمة زراعية جديدة

متابعات _ امواج نيوز _ تشهد محافظة المنوفية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، أزمة زراعية حادة بعد أن غمرت مياه نهر النيل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية نتيجة الارتفاع المفاجئ في منسوب المياه. وتسببت الكارثة الطبيعية في تلف محاصيل زراعية، وقطع طرق حيوية، ما ألقى بظلاله على حياة آلاف المزارعين وسكان القرى المتاخمة لفرع رشيد.

 

 

وبحسب تقارير صادرة عن وزارة الزراعة، فإن حجم الأضرار بلغ ذروته في مراكز أشمون ومنوف والسادات، حيث غمرت المياه نحو 648 فدانًا من أراضي طرح النهر، وهي مناطق منخفضة تقع على جانبي النيل. وتُعد أراضي مركز أشمون الأكثر تضررًا، إذ فقد المزارعون السيطرة على 603 أفدنة بسبب ارتفاع منسوب المياه بما يقرب من 70 سنتيمترًا عن المعتاد.

 

 

وقد بدأت بوادر الأزمة منذ 10 أبريل الجاري، حين أصدرت وزارة الموارد المائية والري تحذيرات للمزارعين وأصحاب أراضي طرح النهر، تنبههم إلى زيادة متوقعة في تصرفات المياه القادمة من الجنوب، في ظل ارتفاع كميات الأمطار عند منابع النيل في إثيوبيا والسودان. إلا أن تسارع التدفق المائي فاق التقديرات الأولية، وغمرت المياه الأراضي المنخفضة في وقت قياسي، مسببة دمارًا واسع النطاق.

 

 

الطرق الرئيسية تأثرت أيضًا، خاصة في قرى مركز أشمون مثل طريق جزيرة أبو نشابة، الذي غمرته المياه تمامًا، مما زاد من عزلة المناطق المتضررة، وصعّب وصول المعدات وفرق الإغاثة.

وأمام هذه الكارثة، أعلن اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، تشكيل لجان طوارئ لحصر الأضرار وتقدير التعويضات الممكنة. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن غالبية الأراضي المتضررة تقع في حرم نهر النيل، وهي أراضٍ يُحظر استخدامها زراعيًا بحكم القانون باعتبارها مناطق ذات خطورة عالية خلال مواسم الفيضان.

تُعد محافظة المنوفية من أكثر المحافظات اعتمادًا على النشاط الزراعي، وتتميز بكثافة زراعية عالية في قرى الدلتا، حيث تُستخدم أراضي طرح النهر – رغم مخاطرها الموسمية – لزراعة محاصيل الخضر والفاكهة لما تتمتع به من خصوبة عالية.

وتتكرر هذه الظاهرة بشكل شبه سنوي، إذ شهدت المحافظة حوادث مماثلة في الأعوام السابقة، أبرزها عام 2020 عندما غمرت المياه مئات الأفدنة في أشمون، وعام 2022 عندما بلغت المساحات المتضررة نحو 775 فدانًا. ويؤكد ذلك حاجة ملحة لوضع خطة وطنية لإدارة مخاطر الفيضانات الموسمية، خاصة مع التغيرات المناخية التي أصبحت تضاعف حجم الكوارث الطبيعية.

ومع استمرار موسم الأمطار في دول المنبع خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر، يخشى الأهالي من مزيد من الارتفاع في منسوب المياه، في ظل غياب بنية تحتية قادرة على استيعاب كميات المياه الزائدة، مما يُنذر بموسم زراعي شديد الصعوبة قد يهدد الأمن الغذائي المحلي في دلتا النيل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.