طرد مبابي يقلب الطاولة قبل الكلاسيكو
بطاقة حمراء تهز مدريد: مبابي يضع حلم الكأس على المحك!

رصد _ امواج نيوز _ دخل نادي ريال مدريد الإسباني في دوامة من القلق والترقّب بعد أن تلقى نجمه الفرنسي كيليان مبابي بطاقة حمراء مباشرة خلال مباراة الفريق أمام ديبورتيفو ألافيس في الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني، والتي جرت مساء الأحد. الطرد المفاجئ جاء بعد تدخل عنيف من مبابي على أحد لاعبي الفريق الخصم، في لقطة أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الرياضية، سواء بين المحللين أو الجماهير، الذين لم يتردد كثير منهم في وصف ما حدث بالتصرف المتهور، خاصة بالنظر إلى المرحلة الحساسة التي يمر بها الفريق.
ردود الفعل جاءت قوية وسريعة، إذ رأى البعض أن تصرف مبابي لم يكن مجرد لحظة اندفاع، بل خطأ كارثي قد يُكلف الفريق غالياً، خصوصاً مع اقتراب موعد نهائي كأس ملك إسبانيا أمام الغريم التقليدي برشلونة في السادس والعشرين من أبريل الجاري. وتكمن الخطورة في أن العقوبة المنتظرة قد تصل إلى إيقاف لثلاث أو حتى أربع مباريات، ما يعني غياب مبابي عن المباراة الأهم في الموسم بالنسبة لجماهير الفريق الملكي، وربما عن مباريات أخرى حاسمة في السباق على الألقاب.
إدارة ريال مدريد، ووفقاً لما نشره موقع “ديفينسا سنترال” الإسباني، قررت الانتظار لحين صدور القرار الرسمي من اللجنة التأديبية في الاتحاد الإسباني لكرة القدم، قبل تقديم استئناف على العقوبة المحتملة. ويأمل النادي أن يتم تخفيض العقوبة إلى مباراتين فقط، مما قد يسمح للنجم الفرنسي بالعودة في الوقت المناسب للمشاركة في الكلاسيكو المرتقب على أرضية ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية. لكن رغم ذلك، تبقى المخاوف حاضرة بقوة داخل أروقة سانتياغو برنابيو، حيث يدرك المسؤولون أن اللجنة قد لا تتساهل في مثل هذا النوع من المخالفات، لا سيما مع تصاعد الأصوات المطالِبة بفرض عقوبات صارمة على مثل هذه التصرفات.
غياب مبابي المحتمل لا ينعكس فقط على التشكيلة، بل يُهدد التوازن الهجومي للفريق بشكل مباشر، إذ يُعد النجم الفرنسي الورقة الأهم في هجوم الريال هذا الموسم، بعدما تصدر قائمة هدافي الفريق برصيد 32 هدفًا في مختلف البطولات، إلى جانب تقديمه أربع تمريرات حاسمة. الأرقام تؤكد مدى تأثيره، لكن الأهم من ذلك هو حضوره الحاسم في المباريات الكبرى، وهي سمة يفتقر إليها عدد من لاعبي ريال مدريد الحاليين.
في سياق موازٍ، عادت التصريحات الأخيرة لمبابي إلى الواجهة، حيث أشار إلى أن علاقته بزميله في منتخب فرنسا أنطوان غريزمان “معقدة”، وهو ما أعاد إشعال الجدل القديم حول أجواء الانسجام داخل غرفة الملابس سواء في المنتخب الفرنسي أو الآن داخل ريال مدريد، في ظل أنباء سابقة عن تحفظ بعض اللاعبين على “النجومية المطلقة” التي يتمتع بها اللاعب منذ قدومه إلى الفريق. هذه التصريحات وإن بدت عابرة للبعض، إلا أنها ألقت بظلالها على الحادثة الأخيرة، وأثارت تساؤلات عن مدى اندماج مبابي مع محيطه الجديد في العاصمة الإسبانية.
الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط بالنسبة لمستقبل مبابي في الكلاسيكو، بل أيضاً في ما يتعلق بمسار موسم ريال مدريد ككل. ففي حال تم تخفيض العقوبة ونجح النادي في تأمين عودة اللاعب للمشاركة في النهائي، فإن الآمال ستبقى كبيرة في التتويج بلقب الكأس،
وربما الحفاظ على زخم إيجابي لبقية الموسم. أما إذا تقرر غيابه لفترة أطول، فقد يضطر المدرب كارلو أنشيلوتي لإعادة ترتيب أوراقه الهجومية، وسط ضغط جماهيري وإعلامي متزايد، ومخاوف من أن يكون غياب مبابي بمثابة الضربة التي تقلب موازين الفريق في المنعطف الأخير من الموسم.