لقاء مفبرك يُشعل الغضب : السودان يفضح تلاعب قناة الحدث
المكتب الإعلامي للحاكم يدين بث "الحدث" للقاء قديم على أنه مباشر ويصفه بـ"التلاعب الإعلامي" وسط أزمة إنسانية خانقة في السودان

متابعات _ امواج نيوز _ في تطور جديد يعكس تصاعد حدة التوتر بين السلطات المحلية ووسائل الإعلام الإقليمية، أصدر المكتب الإعلامي لحاكم السودان بياناً مطولاً عبّر فيه عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ”الخرق المهني الجسيم”، بعد أن قامت قناة “الحدث” ببث لقاء قديم مع الحاكم، مُروِّجة له على أنه مباشر، في وقتٍ تمر فيه البلاد، وتحديداً مدينتا الفاشر وأم كدادة، بأوضاع مأساوية نتيجة تصاعد وتيرة العنف والنزوح والانتهاكات الإنسانية.
وجاء في البيان أن القناة ارتكبت “خطأً فادحاً” حين عرضت اللقاء دون التحقق من توقيته، معتبرًا أن هذه الخطوة تنم عن “انعدام للمسؤولية الإعلامية”، وتُعد محاولة فجة لـ”تضليل الرأي العام السوداني”. وأضاف البيان أن ما جرى لا يمكن اعتباره هفوة، بل يدخل في إطار “التلاعب المتعمد”، خاصة وأن اللقاء تم تصويره في وقت سابق، والحاكم لم يعد موجودًا في مدينة بورتسودان منذ أيام، ما يدحض صحة الزعم بأن اللقاء حديث.
وشدد البيان على أن هذه الواقعة تأتي في وقت حساس تمر به البلاد، حيث تشهد مناطق النزاع في دارفور، وعلى رأسها مدينة الفاشر، أوضاعاً كارثية تتسم بالقتل الجماعي، والاغتصاب، والنزوح القسري لآلاف الأسر، في ظل تصعيد ميداني من قبل قوات الدعم السريع. وأشار المكتب إلى أن بث مثل هذه المواد الإعلامية “غير المسؤولة” يُعد استخفافًا بمعاناة المواطنين، وتغييبا متعمدا للواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوداني.
كما عبّر المكتب عن أسفه لأن تقوم مؤسسة إعلامية بحجم “الحدث” بمثل هذا “السلوك غير المهني”، وناشد القائمين على القناة بمراجعة سياسات النشر والتحقق من المصادر والمحتوى قبل البث. ووجّه نداءً للإعلاميين والصحفيين داخل السودان وخارجه إلى ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة، واعتبار نقل الحقيقة دون تزييف واجبًا مهنيًا وأخلاقيًا لا يقبل التنازل عنه.
وختم البيان بالتأكيد على أن مواجهة حملات التضليل الإعلامي، لا سيما تلك التي يُشتبه في دعمها لمليشيات متمردة، يجب أن تكون أولوية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان، مشيرًا إلى أن المعركة الآن لم تعد فقط في الميدان، بل أيضاً على جبهة الوعي والمعلومة.