قذيفة تُسكت صوت الفاشر اليوم
قذيفة تُسكت صوت الفاشر.. والإعلام السوداني في حداد

عاجمتابعات _ امواج نيوز _ في تطور مأساوي جديد يعكس تصاعد وتيرة العنف في إقليم دارفور، أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين، اليوم الإثنين، عن مقتل أحد أبرز الإعلاميين في شمال دارفور، أحمد محمد صالح سيدنا، إثر سقوط قذيفة على منزله بمدينة الفاشر، في ظل وضع أمني متدهور يهدد حياة المدنيين والعاملين في الحقل الإعلامي والثقافي على حد سواء.
الفقيد أحمد محمد صالح سيدنا، الذي كان يشغل منصب مدير قطاع الإذاعة بالهيئة الولائية لشمال دارفور، عُرف في الأوساط الإعلامية والثقافية كشخصية مؤثرة ومحبوبة، تنقلت بين أروقة الإخراج والإنتاج والإدارة، وأسهمت بفعالية في بناء خطاب إعلامي يعكس قضايا وهموم المجتمع المحلي، لا سيما في مدينة الفاشر التي كانت مسرحًا دائمًا لحراكه الإعلامي والثقافي.
وبحسب بيان النعي الصادر عن نقابة الصحفيين، فإن الراحل كان يتمتع بمسيرة مهنية طويلة وحافلة، امتدت لعدة عقود، وترك خلالها بصمات بارزة في مجالات الدراما الإذاعية والعمل الإذاعي اليومي. ومن أبرز مساهماته، سلسلة “راكوبة أبا صالح” التي أذيعت على إذاعة بعثة اليوناميد، والتي لاقت رواجًا واسعًا بفضل ما حملته من رسائل اجتماعية وثقافية تُجسد الواقع المحلي بروح فنية صادقة.
لم يقتصر دور سيدنا على العمل الإذاعي، بل كان أيضًا أحد أعمدة النشاط الثقافي والمسرحي في شمال دارفور منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث شارك في إنتاج عروض مسرحية وفعاليات فكرية هدفت إلى ترسيخ الوعي المجتمعي والحفاظ على الموروث الثقافي المحلي. وقد مثّل حالة فريدة من الاندماج بين الإعلام والفن والثقافة، في وقت كانت فيه دارفور بأمسّ الحاجة لأصوات تُعبّر عنها بصدق ومسؤولية.
رحيل أحمد محمد صالح سيدنا، كما وصفته النقابة، يُعد خسارة فادحة للوسط الإعلامي والثقافي، خاصة في ظل الظرف الحرج الذي تمر به البلاد، والذي جعل من العاملين في وسائل الإعلام هدفًا للعنف غير المبرر. وقد عبّرت النقابة عن بالغ حزنها وأسفها لهذا المصاب الجلل، مقدّمة تعازيها إلى أسرته وزملائه ومحبيه، وإلى العاملين في الهيئة الولائية لإذاعة وتلفزيون شمال دارفور، الذين فقدوا زميلًا وإنسانًا نبيلًا كرّس حياته في خدمة الكلمة الحرة والرسالة الإعلامية الصادقة.
ويأتي هذا الحادث ليضيف فصلًا جديدًا إلى معاناة دارفور، التي باتت تعيش حالة من الفوضى الأمنية والانهيار الشامل في حماية المدنيين، وسط استمرار المواجهات وسقوط ضحايا من مختلف الفئات، ما يضع تساؤلات كبيرة حول مصير الإعلاميين والناشطين الذين يقفون على خطوط النار، وهم يؤدون رسالتهم في بيئة تفتقر إلى الحد الأدنى من الأمان.