امواج نيوز

فوضى الأبطال تفضح باريس

باريس سان جيرمان بين الفوضى والمجد: لويس إنريكي يختبر فلسفته في ليلة أبطال أوروبا العاصفة

متابعات _ امواج نيوز _ في قلب فلسفة لويس إنريكي، كرة القدم تعني السيطرة والتحكم. لكن دوري أبطال أوروبا، وتحديداً في مراحله الإقصائية، يفرض واقعاً مختلفاً: لحظات من الفوضى قد تقلب الموازين في ومضة عين. هذا ما واجهه باريس سان جيرمان في ليلة مشتعلة على ملعب “فيلا بارك”، حيث كاد يتحول الانتصار المريح إلى انهيار درامي.

 

 

 

 

الفريق الباريسي دخل المباراة بثقة عالية، بعد فوزه ذهاباً بنتيجة 3-1، وسرعان ما عزز تقدمه بهدفين في أول نصف ساعة من المباراة الإيابية، عبر الظهيرين أشرف حكيمي ونونو مينديز، في مثال صارخ على سرعة التحول والفعالية التكتيكية. السيطرة بدت تامة، والتمريرات الانسيابية بقيادة الثلاثي نيفيز، فيتينيا، ورويس فرضت إيقاعاً يليق بفريق يبحث عن أول تتويج أوروبي في تاريخه.

 

 

 

 

 

لكن كرة القدم في هذا المستوى لا تُكتب على ورق فقط. مع اقتراب نهاية الشوط الأول، تراجع إيقاع باريس، فسجل آستون فيلا هدفاً قبل الاستراحة، وانهالت بعده العواصف. وصف لويس إنريكي ما تلا ذلك بـ”الجنون”، بينما أرجع أوناي إيمري، مدرب فيلا، التحول إلى “رفض لاعبيه الاستسلام”.

 

 

 

 

 

في الشوط الثاني، دخل الفريق الإنجليزي بشراسة، وسجل هدفين في ظرف ثلاث دقائق، لتتحول المباراة إلى اختبار صعب لصبر وإنضباط باريس. ضغوط غير معتادة، جمهور مشتعل، وخصم يهاجم بلا هوادة، فرضت على إنريكي ولاعبيه مواجهة واقع جديد: كيف تلعب عندما تفقد السيطرة؟

 

 

 

 

 

دوناروما أنقذ الموقف في أكثر من مناسبة، أمام انفرادات خطيرة ومحاولات متكررة، بينما ظل لاعبو باريس يدافعون بشراسة عن تقدمهم، لكنهم بدوا هشّين أمام الضغط العالي، وافتقدوا إلى حلول واضحة في اللحظات الحرجة.

 

 

 

 

 

تصريحات ما بعد المباراة عكست عمق القلق: إنريكي أقر بأن الفريق لعب “دون المستوى”، فيتينيا قال: “نحن من صنعنا المشكلات لأنفسنا”، وماركينيوس تحدث عن “لحظات من انعدام التركيز لا يجب أن تتكرر”، أما ديمبلي فاعترف: “ظننا أن التأهل مضمون”.

 

 

 

 

 

 

هذه الاعترافات، على قسوتها، تمثل لحظة نضج نفسي وتكتيكي للفريق. لكنها أيضاً تسلط الضوء على سؤال قديم جديد: هل باريس سان جيرمان مستعد فعلاً للمنافسة على اللقب الأوروبي؟ أم أنه لا يزال يعاني من نفس الهشاشة الذهنية التي أطاحت به في نسخ سابقة أمام برشلونة ومدريد؟

 

 

 

 

 

 

لويس إنريكي، رغم كل شيء، يؤمن بأن الفوضى جزء من اللعبة. الفارق بين الفرق الكبرى والمتوسطة، كما قال بيب غوارديولا يوماً، هو الهدوء تحت الضغط. برشلونة وريال مدريد “يشربان قهوتهما” حتى في العاصفة. أما باريس، فعليه أن يتعلم كيف يصمد حين تختفي السيطرة، ويبدأ الرقص على إيقاع الخصم.

 

 

 

 

 

 

المرحلة القادمة ستكون اختباراً حقيقياً: هل يمتلك باريس المرونة والصلابة لتجاوز الفوضى؟ أم أن حلم المجد الأوروبي سيتأجل مرة أخرى؟ فقط نصف النهائي سيجيب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.