حوار مع مدير الكهرباء يكشف الوضع الراهن
الكهرباء في قلب العاصفة: المدير العام يكشف خسائر الحرب وخطط الإعمار

متابعات _ امواج نيوز _ في تصريح خاص لوكالة سونا، تحدث المهندس المستشار عبد الله أحمد محمد علي، المدير العام لشركة الكهرباء السودانية، عن الوضع الحالي لقطاع الكهرباء في السودان في ظل الحرب المستمرة وتأثيراتها العميقة على مكونات الشبكة الكهربائية. وأكد عبد الله أن قطاع الكهرباء يعد من أكثر القطاعات تضرراً بسبب الهجمات المتواصلة من قبل المليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن هذه الهجمات طالت جميع جوانب القطاع من توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية.
وأوضح عبد الله أن شركة الكهرباء فقدت كميات كبيرة من المحولات والمعدات الحيوية بسبب الهجمات، بالإضافة إلى تدمير العديد من المحطات الكبرى مثل محطات بحري الحرارية، كما تم فقدان أكثر من ألف كيلومتر من الأبراج وخطوط النقل. وفي هذا السياق، أكد عبد الله أن المحولات التي دمرت تجاوزت الـ 100 ألف محول، وهو ما أثر بشكل كبير على قدرة الشركة في تلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء.
رغم هذه الظروف الصعبة، ذكر المدير العام أن العاملين في الشركة لم يتوقفوا عن أداء واجبهم على الرغم من المخاطر العالية. حيث أشار إلى أن العاملين في مناطق الحرب ضحوا بأرواحهم وسلامتهم من أجل ضمان استمرار الخدمة، خصوصاً للمرافق الصحية والمستشفيات التي كانت في أمس الحاجة إلى الكهرباء، بالإضافة إلى مراكز المياه والاتصالات. واعتبر عبد الله أن هذا التفاني من العاملين يستحق كل التقدير.
فيما يتعلق بمشكلة التوصيلات العشوائية التي تؤثر بشكل كبير على شبكة الكهرباء، لفت عبد الله إلى أن هذه الممارسات تسببت في العديد من الأعطال والانفجارات في المحولات بسبب التحميل الزائد، وهو ما يؤثر على الشبكة ويؤدي إلى تعطيل الخدمة وتلف المعدات. وأكد أن هذا النوع من التوصيلات لا يساهم في تحقيق أي دخل لخزينة الدولة، بل يشكل عبئًا إضافيًا على النظام الكهربائي.
وعن الزيادة في تعرفة الكهرباء، أوضح عبد الله أن الزيادة التي طرأت على التعرفة جاءت نتيجة للأزمة الاقتصادية التي يشهدها السودان، بما في ذلك التضخم وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وهو ما أدى إلى زيادة تكلفة الإنتاج. رغم ذلك، أشار إلى أن التعرفة لا تزال تعتبر من بين الأقل في العالم مقارنة بتكلفة إنتاج الكهرباء، حيث تدعم الحكومة أكثر من 70% من تكاليف الإنتاج.
بالنسبة لمستقبل قطاع الكهرباء، أكد عبد الله أن هناك خططًا لتوسيع شبكة الكهرباء لتلبية احتياجات المواطنين الذين لا تصلهم الخدمة حالياً، حيث لا تتجاوز نسبة التغطية الحالية 40% فقط. وأشار إلى أن الشركة تسعى جاهدًا لتوفير الطاقة لمناطق جديدة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الشبكة في المناطق المتضررة جراء الحرب. كما تحدث عن الطاقات المتجددة، حيث أشار إلى أن السودان يمتلك إمكانيات هائلة للاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأكد أن الشركة تعمل على استغلال هذه الموارد في المستقبل.
فيما يتعلق بإعادة الإعمار، ذكر عبد الله أن عملية إعادة الإعمار قد بدأت فعليًا في بعض المناطق المحررة، مشيرًا إلى أن عملية إعادة البناء تتطلب التنسيق مع الحكومة والجهات المعنية، وتبدأ بتقييم الأضرار، ثم تحديد الأولويات وفقًا للظروف الراهنة. وأضاف أن الشركة تعمل وفق خطة محددة لاستعادة جميع الخدمات الأساسية في أسرع وقت ممكن.
اخيراً شدد عبد الله على أهمية الكهرباء باعتبارها “شريان الحياة” في كل جوانب حياة المواطنين، مؤكدًا أن الشركة تواصل جهودها لتوفير الخدمة رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب، وأنها لن تدخر جهدًا لتحقيق الاستقرار في توفير الكهرباء في السودان.