خلافات كباشي تُسقط وزير الخارجية
إقالة مفاجئة لوزير الخارجية السوداني: أسباب الخلافات داخل مجلس السيادة وتحديات السياسة الخارجية

متابعات _ امواج نيوز _ كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل إقالة وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف من منصبه، مشيرة إلى أن القرار لم يكن مفاجئًا أو مفروضًا من القيادة، بل كان نتيجة لطلب تقدم به الوزير نفسه. حيث أرجع يوسف قراره إلى صعوبة التعامل مع مجلس السيادة السوداني، معتبرًا أن تباين الآراء داخل المجلس جعل من الصعب عليه أداء مهامه بكفاءة، ما دفعه إلى اتخاذ القرار بالتنحي عن منصبه بعد مرور أربعة أشهر فقط على تعيينه في هذا المنصب.
وأكدت المصادر أن الخلافات بين يوسف وأحد أبرز أعضاء مجلس السيادة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، كانت من بين العوامل التي عجّلت بطلب الإعفاء. وقد ظهرت هذه الخلافات بشكل واضح في الآونة الأخيرة نتيجة لاختلافات في التعامل مع السياسة الخارجية والتنسيق بشأن ملفات إقليمية ودولية حيوية، ما أدى إلى تصاعد التوتر بينهما.
في أول تصريح له بعد الإعلان عن إقالته، عبّر السفير علي يوسف عن شكره وتقديره الكبيرين للقيادة السياسية السودانية، وخاصة لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لما وصفه بـ”الثقة الغالية” التي أُوليَت له لقيادة وزارة الخارجية في وقت وصفه بـ”الصعب والمليء بالتحديات”. وأوضح يوسف أنه كان فخورًا بتولي المنصب في هذا التوقيت الحرج، رغم الظروف التي لم تكن سهلة.
وأضاف السفير يوسف في تصريحاته أنه بذل كل جهده في خدمة السودان، مستعرضًا التعاون المثمر الذي جمعه مع موظفي الوزارة. وقال: “لقد عملنا جميعًا بروح الفريق الواحد، وكنت على يقين أن كل عضو في الوزارة كان يسعى لتحقيق المصلحة العليا للبلاد”. كما عبر عن رضاه التام عن فترة عمله في الوزارة، مؤكدًا أنه سيظل جنديًا مخلصًا للوطن حتى بعد مغادرته المنصب. وأردف قائلاً: “أشكر كل من تعاون معي من الوزراء والمسؤولين، وكذلك الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي كانت جزءًا من رحلة العمل. التحية لأبناء الشعب السوداني الذين وقفوا دائمًا مع الحق، وللجيش السوداني الباسل والقوات المساندة الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل استقرار البلاد”.
يوسف، الذي تولى منصب وزير الخارجية في نوفمبر من العام الماضي، خلفًا للسفير حسين عوض، حمل على عاتقه خلال فترة توليه هذا المنصب عددًا من التحديات والضغوطات التي واجهت السياسة الخارجية السودانية في تلك الفترة. وقد عُرفت فترة ولايته بتصريحات مثيرة للجدل وظهور إعلامي مكثف، ما جعلها محط اهتمام وسائل الإعلام والمحللين السياسيين.
على الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن السفير يوسف يتمتع بتاريخ دبلوماسي طويل بدأ منذ عام 1973، حيث شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية السودانية، متنقلًا بين العديد من العواصم العربية والأجنبية، بما في ذلك تونس، السعودية، اليمن، وكينيا، بالإضافة إلى شغله لمنصب سفير السودان لدى الصين، الاتحاد الأوروبي، بلجيكا، وجنوب أفريقيا. كما كان له دور كبير في الإعلام السوداني، حيث تولى إدارة وكالة السودان للأنباء بين عامي 1999 و2001، ثم مستشارًا لوالي الخرطوم في الفترة من 2013 إلى 2016.
بعد مغادرة السفير يوسف منصب وزير الخارجية، تم تكليف السفير حسين الأمين، وكيل الوزارة، بتولي مهام الوزير بشكل مؤقت لحين تعيين وزير جديد. حتى الآن، لم يتم الكشف عن الأسماء المرشحة لخلافته، ما يثير ترقبًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية السودانية.