تطورات جديدة حميدتي يهدد وحدة السودان
"السودان على حافة التفكك: الأمم المتحدة والغرب يدينون إعلان حكومة موازية"

متابعات _ امواج نيوز _ نيويورك – 16 أبريل 2025 – عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تطورات الأزمة السودانية المتسارعة، لا سيما بعد إعلان قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تشكيل حكومة موازية، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً جديداً يُهدد وحدة البلاد ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
في خطاب مكتوب ألقاه بمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الدامية في السودان، أعلن “حميدتي” تشكيل ما وصفها بـ”حكومة السلام والوحدة”، قائلاً إنها تضم تحالفاً مدنياً واسعاً يمثل ما أسماه “الوجه الحقيقي للسودان”. كما كشف عن خطط لإصدار عملة جديدة، واستحداث وثائق هوية وطنية، وإعادة هيكلة الاقتصاد، في ما يبدو أنه محاولة لتكريس سلطة موازية لكيان الدولة القائمة.
وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل واسعة على المستوى الدولي، حيث عبّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن بالغ القلق من أي خطوات تؤدي إلى مزيد من تفكيك السودان أو ترسيخ حالة الانقسام الحالية. وقال دوجاريك في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: “نحن نشعر بقلق عميق من تصعيد النزاع، خاصة من خلال إجراءات أحادية الجانب تسهم في تعقيد الوضع وتهدد وحدة وسلامة السودان”.
وأضاف أن “الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يظل أولوية لا يمكن التنازل عنها في إطار أي حل دائم للأزمة”، مشدداً على أهمية تضافر الجهود الدولية لإيجاد مخرج سياسي ينهي الكارثة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.
وفي لندن، اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية إعلان الدعم السريع تشكيل حكومة موازية “خطوة غير بنّاءة” و”لا تساهم في إنهاء الحرب الممتدة منذ عامين”. وجاء في بيان رسمي أن “الإعلانات الأحادية الجانب لا تمثل حلاً للأزمة، بل تشكل عقبة إضافية أمام التوصل إلى اتفاق سلام شامل بقيادة مدنية”.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، خلال مشاركته في مؤتمر لندن الدولي حول السودان، أن أي خطوات تتم خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية تمثل مساساً بسيادة السودان، وخرقاً للشرعية، وتجاوزاً لإرادة شعبه. كما حذر من خطورة تشكيل حكومات موازية أو كيانات بديلة، معتبراً ذلك تهديداً صريحاً للمسار السياسي، وسبباً في تعميق الانقسام وإجهاض الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية وطنية شاملة.
وفي السياق نفسه، دعت مجموعة السبع، في بيان مشترك، إلى “وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار” في السودان، مطالبة جميع الجهات الفاعلة على الأرض، وكذلك الداعمين الخارجيين، بوقف أي دعم عسكري أو سياسي من شأنه أن يفاقم الصراع ويمنع الوصول إلى حل سلمي.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد السودان تدهوراً إنسانياً غير مسبوق، حيث تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين، ودخول أجزاء من البلاد في حالة مجاعة حادة، وسط تحذيرات من أن استمرار الانقسام السياسي قد يؤدي إلى تفكك الدولة بشكل كامل.