فيديو يربك المتابعين ويشعل الجدل.. هل البرهان فعلاً في قلب معركة الفاشر؟
منصة تحقق تكشف حقيقة المقطع المتداول وتؤكد أنه يعود لزيارة سابقة بأم روابة

متابعات _ امواج نيوز _ أثار مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بين المتابعين، بعدما زعمت بعض الحسابات أن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يتواجد حالياً في الخطوط الأمامية بمدينة الفاشر، ضمن العمليات الجارية لتحريرها من سيطرة مليشيا الدعم السريع. وقد ظهر البرهان في الفيديو وهو يستقل عربة عسكرية وسط جنود، ما عزز من احتمالات صحة الادعاء لدى البعض، خصوصاً في ظل الترقب الشعبي لأي تحرك عسكري بارز من قبل القيادة العامة للجيش.
لكن وبعد ساعات من تفاعل المستخدمين مع المقطع وظهور تحليلات متباينة حول توقيته وموقعه، كشفت منصة التحقق المستقلة “مسبار” أن المقطع المتداول لا يرتبط بالأحداث الجارية في الفاشر، بل يعود إلى شهر فبراير الماضي، خلال زيارة أجراها البرهان إلى متحرك “الصياد” التابع للفرقة 16 بمدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان.
وجاء هذا التوضيح استناداً إلى مقارنة دقيقة بين الفيديو المتداول والمقاطع الرسمية التي نشرتها وكالة السودان للأنباء والمجلس السيادي بتاريخ الثاني من فبراير، والتي وثقت ذات المشهد من زوايا متعددة، وتضمنت نفس التفاصيل الدقيقة، كالعربة العسكرية المستخدمة وترتيب العسكريين ومحول كهربائي ظاهر في خلفية المشهد، وهو ما قطع الشك باليقين بأن الفيديو قديم ولا يمت بصلة إلى التطورات الحالية في دارفور.
ويأتي هذا التداول الواسع في توقيت حساس تمر به البلاد، حيث تتصاعد العمليات العسكرية في عدد من الولايات الغربية، وتتزايد معها شائعات الإعلام الحربي، مما يجعل من المهم التحقق من المحتوى المتداول، خصوصاً حين يرتبط بقيادات عليا في الدولة، لما لذلك من تأثير مباشر على الرأي العام وتقييمه للواقع الميداني.
وتنشط في هذه الفترة عدد من المنصات المتخصصة في رصد وتفنيد الأخبار المفبركة التي انتشرت بكثافة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، وتلعب هذه المنصات دوراً محورياً في الحد من تداول المعلومات المضللة التي قد تُستغل في الحرب النفسية والإعلامية بين الأطراف المتنازعة.
يُشار إلى أن متحرك “الصياد” الذي ظهر في الفيديو الأصلي هو قوة تابعة للجيش السوداني تعمل ضمن تشكيلات متنقلة في مناطق كردفان، وسبق أن شاركت في عدة عمليات عسكرية في ولايات النيل الأبيض وجنوب كردفان خلال الأشهر الماضية.
هذا الحدث يعيد التذكير بأهمية التحقق من المصادر والمعلومات قبل إعادة نشرها، خاصة في ظل بيئة مشحونة بالأخبار العاجلة والمتداولة بسرعة كبيرة، حيث باتت الحرب في السودان تتخذ أبعاداً إعلامية لا تقل أهمية عن المواجهات الميدانية.