امواج نيوز

في توقيت حرج.. البرهان يفاجئ الجميع بتعيين عبدالحميد واليًا للشمالية من هو الوالي الجديد

البرهان يعيّن عبدالرحمن عبدالحميد واليًا للشمالية في خطوة تحمل رسائل سياسية وأمنية

متابعات _ امواج نيوز _ أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارًا بتعيين اللواء معاش عبدالرحمن عبدالحميد واليًا للولاية الشمالية، في خطوة يرى فيها مراقبون بُعدًا استراتيجيًا يتجاوز الإطار الإداري إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ يأتي التعيين في ظل ظرف سياسي وأمني بالغ التعقيد تمر به البلاد، ما يضفي على القرار أبعادًا متعددة ورسائل واضحة تتعلق بتوجهات المرحلة المقبلة.

 

اللواء عبدالرحمن عبدالحميد يُعتبر من أبرز الشخصيات العسكرية التي راكمت خبرات واسعة في مجالات حساسة داخل المؤسسة العسكرية والمدنية على حد سواء. وقد برز اسمه بقوة خلال فترة إدارته لمفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وهي مؤسسة مركزية في عملية بناء السلام وإعادة دمج المقاتلين السابقين في المجتمع المدني، حيث سجل خلالها نجاحات ملموسة كان لها الأثر في ترسيخ الأمن والاستقرار، مما عزز من رصيده المهني والسياسي، وأكسبه ثقة مؤسسات الدولة المختلفة.

 

ويتمتع الوالي الجديد بخبرة تنفيذية كبيرة في التعامل مع الملفات المعقدة، خاصة تلك المرتبطة بمرحلة ما بعد النزاع، حيث أظهر خلال مسيرته المهنية قدرة واضحة على اتخاذ قرارات حاسمة وتحقيق نتائج ميدانية مؤثرة. وفي هذا السياق، أشار الإعلامي الدكتور ضياء الدين عبد الرحمن إلى تجربته المباشرة مع اللواء عبدالحميد، واصفًا إياه بالشخص العملي والملتزم، وأضاف أن اختياره للمنصب جاء موفقًا من الفريق البرهان، ويعكس وعي القيادة بضرورة الاستعانة بشخصيات تمتلك خلفيات ميدانية ومعرفة دقيقة بطبيعة المرحلة.

 

ويحمل اللواء عبدالحميد موقفًا معروفًا من قوات الدعم السريع، حيث عبّر في أكثر من مناسبة عن تحفظاته تجاه أداء هذه القوات، وهو ما يضفي على تعيينه في هذا التوقيت بُعدًا سياسيًا لا تخطئه العين، خاصة في ظل تصاعد الصراع المسلح داخل البلاد، وتزايد الأصوات المنادية بوضع حد للفوضى والانفلات الأمني. ويُنظر إلى تعيينه باعتباره رسالة واضحة بأن القيادة ماضية في الاعتماد على شخصيات عسكرية ذات مواقف وطنية واضحة وصلبة.

 

ينحدر عبدالحميد من منطقة مراغة بمدينة دنقلا، ما يمنحه أفضلية مجتمعية إضافية، إذ إنه من أبناء الولاية التي تسلّم إدارتها، ويعرف تفاصيلها الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية عن كثب، وهو ما من شأنه تسهيل مهمته وتقصير المسافات بين المواطن والسلطة المحلية. كما سبق له أن تولّى قيادة الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي في الفترة ما بين 2012 و2014، وهو ما يعكس عمق تجربته العسكرية وارتباطه المباشر بالولاية.

 

وقد خدم اللواء عبدالحميد لسنوات طويلة في سلاح المدفعية، أحد أكثر أفرع الجيش السوداني انضباطًا وتنظيمًا، ما يعكس صرامته وانضباطه المهني، وهما سمتان يُرجّح أن تنعكسا على أدائه في منصب الوالي، خاصة في إدارة الملفات الأمنية الحساسة. كما يتولى حاليًا منصب نائب رئيس المقاومة الشعبية المركزية، وهي هيئة تنشط في دعم القوات المسلحة السودانية ومقاومة التمرد، ما يعزز من موقعه السياسي، ويؤكد انتماءه الكامل للخط الوطني الداعم للمؤسسة العسكرية.

 

ويرى عدد من المحللين أن تعيين عبدالحميد لا يمكن فصله عن توجه عام بدأ يلوح في أفق الدولة السودانية، يقوم على الاستعانة بكفاءات عسكرية وأمنية ذات خلفيات قوية وقدرة على العمل في البيئات المتقلبة، من أجل استعادة السيطرة وتثبيت الاستقرار. كما أن اختياره في هذا التوقيت الحرج يمثل إشارة واضحة على أن الدولة تتجه إلى تعزيز وجودها في ولايات الشمال من خلال شخصيات محلية ذات تأثير ونفوذ وقبول جماهيري.

 

في النهاية، يمكن القول إن تعيين اللواء عبدالرحمن عبدالحميد ليس مجرد قرار روتيني بل هو جزء من معادلة دقيقة تهدف إلى تحقيق توازن أمني وسياسي في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، وهي خطوة قد تمهد لمزيد من التحولات على مستوى القيادة المحلية في ولايات أخرى خلال الفترة المقبلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.