جنوب السودان يعلن تحركات عاجلة لإنقاذ رعاياه في السودان

جوبا – أمواج نيوز – 23 أبريل 2025:

في خطوة لتأمين سلامة مواطنيها المقيمين في السودان، أكدت حكومة جنوب السودان أنها على تواصل دائم مع السلطات السودانية لمتابعة أوضاع رعاياها في ظل تصاعد النزاع المسلح هناك. وأوضحت وزارة الخارجية في بيان رسمي أنها قد وضعت معلومات الاتصال الخاصة بالقنصلية في بورتسودان تحت تصرف مواطنيها، لضمان التنسيق وتقديم الدعم المستمر في هذا الوقت العصيب.

وتسبب النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 في معاناة كبيرة للمواطنين الجنوبيين المقيمين هناك، حيث يعاني العديد منهم من صعوبة التواصل مع أقاربهم في جنوب السودان بسبب فقدان الروابط الأسرية جراء الانفصال في 2011. ومن بين هؤلاء، عاد بعض الجنوبيين إلى السودان في فترات سابقة بعد النزاع الداخلي في جنوب السودان في عامي 2013 و2016، وها هم الآن عالقون في وسط النزاع السوداني المستمر.

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، أفادت الوزارة بأنها تعمل على التنسيق بشكل كامل مع السفارة السودانية في بورتسودان لضمان حماية مواطنيها في السودان، بما في ذلك أولئك العالقين في العاصمة الخرطوم، والتي تعتبر نقطة محورية في الصراع القائم.

وجاء في البيان الذي نشرته الصحافة المحلية: “وزارة الخارجية تتابع عن كثب الأوضاع الحالية لمواطني جنوب السودان المقيمين في السودان، وتبقى على اتصال وثيق مع السلطات السودانية لضمان سلامتهم خلال هذه الفترة الحرجة”. وأضاف البيان: “نحث جميع المواطنين الجنوبيين في السودان على التزام الهدوء ومواصلة التواصل مع سفارتنا في بورتسودان عبر الاتصال بالقائم بالأعمال المؤقت، السيد بيتر جاركانغ تاب، على الرقم +249 966 003 4768، لتنسيق أي مساعدة أو استفسارات”.

كما أشار البيان إلى أنه يمكن للمواطنين الجنوبيين في السودان الاتصال بالسفير دوت غابرييل مديت، مدير الخدمات القنصلية في السفارة، للحصول على الدعم العاجل في حالات الطوارئ أو للاستفسار عن الوضع الراهن عبر الرقم +211 921 664 466 أو البريد الإلكتروني: info@mofaic.gov.ss.

وفيما يخص الوضع الأمني في الخرطوم، أكدت التقارير الواردة من مصادر محلية أن السلطات السودانية قد بدأت مؤخرًا في اعتقال الجنوبيين المقيمين في السودان الذين لا يملكون تصاريح إقامة، وسط مخاوف من ترحيلهم في إطار الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة السودانية. ووفقًا لبعض المصادر العسكرية، تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع السودانية قد قامت بتجنيد مقاتلين من جنوب السودان عبر وسطاء محليين، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.

ويعكس الصراع في السودان تأثيرًا متزايدًا على جنوب السودان، إذ أدى تدفق اللاجئين والعائدين إلى زيادة الضغط على الموارد المحلية، في وقت تشهد فيه جنوب السودان صراعاتها الداخلية، الأمر الذي يثير قلقًا بشأن استقرار المنطقة. وتخشى العديد من الأطراف الدولية أن تتسبب الأسلحة التي تم تهريبها من النزاع السوداني في مزيد من تعميق الأزمة في جنوب السودان.

ويذكر أن اتفاق السلام في جنوب السودان لعام 2018، الذي تم التوسط فيه من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، يسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، ولكن التحديات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها جنوب السودان تشكل عقبة كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية في جنوب السودان التزام الحكومة بحماية حقوق مواطنيها في الخارج، وأكدت أنها ستواصل التنسيق مع السفارات والممثلين الدبلوماسيين في الخارج لضمان تلبية احتياجات الجالية السودانية وتوفير الدعم اللازم في أوقات الأزمات.