الجيش يصل كاودا

في تطور عسكري لافت، واصل الجيش السوداني تحقيق مكاسب ميدانية في ولاية جنوب كردفان، حيث أعلن يوم الجمعة عن إحكام قبضته على بلدة “الدكة”، الواقعة قرب مدينة كاودا، مركز الثقل السياسي والعسكري للحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.
ويأتي هذا التقدم ضمن سلسلة من النجاحات المتتالية خلال الأسبوع الجاري، إذ سبقه سيطرة الجيش على قرية “أم دحيليب” يوم الخميس، وعلى “الحمادي” في وقت سابق، في عمليات وصفت بـ”النوعية” نظراً لقربها من معاقل حيوية تابعة للتحالف المشترك بين الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة كرري بأن القوات المسلحة بدأت بالفعل عمليات تمشيط واسعة لملاحقة الفلول المنسحبة من المجموعات المتحالفة، في خطوة تهدف إلى تحييد التهديدات وضمان استقرار المناطق المحررة.
وبحسب مراقبين، فإن استعادة “أم دحيليب”، الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً شرق كاودا، مثّلت نقطة تحول استراتيجية، إذ وضعت الجيش على مشارف مقار القيادة العسكرية للحركة الشعبية. أما منطقة “الحمادي”، التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً من الدبيبات، فقد شهدت اشتباكات عنيفة انتهت بدحر قوات الدعم السريع.
وتتسارع وتيرة المعارك في الجبهة الشرقية من الولاية، حيث يركز الجيش جهوده لفتح الطريق نحو “أم عدارة”، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً غرب كادوقلي، في محاولة لتوسيع طوق السيطرة وتضييق الخناق على التحالف المناهض.
وتأتي هذه التطورات وسط تحالف رسمي بين جناح الحلو والدعم السريع، ما يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية، ويثير مخاوف متزايدة بشأن مصير آلاف المدنيين العالقين في مناطق الاشتباك.