في مشهد مغاير لما اعتادت عليه، تعيش مدينة أبو قوتة بولاية الجزيرة حالة غير مسبوقة من الاضطراب الأمني، وسط تصاعد في معدلات الجريمة وانتشار حوادث السطو والسرقة، ما أثار موجة من الذعر في أوساط السكان.
ففي الأيام القليلة الماضية، تحولت المدينة الهادئة إلى ساحة مفتوحة أمام الجريمة، حيث تم تسجيل سلسلة من الحوادث التي أرعبت الأهالي، أبرزها اقتحام محل تجاري داخل السوق وسرقته في وضح النهار، بالتزامن مع عملية نهب جريئة استهدفت أحد المنازل تحت تهديد السلاح، بينما سُجلت واقعة أخرى تم فيها انتزاع شاشة من منزل خاص بطريقة مماثلة.
هذه الجرائم، بحسب ما أفادت به لجان مقاومة أبو قوتة، وقعت رغم التواجد الأمني الظاهري داخل المدينة، ما طرح تساؤلات جدية حول جدوى وفعالية الأجهزة النظامية، التي بات أداؤها محل شك وغضب شعبي متزايد.
الأهالي، الذين بدأت ثقتهم في المنظومة الأمنية تتآكل، أطلقوا نداءات عاجلة للسلطات الولائية والمركزية، مطالبين بإجراءات استثنائية لوقف هذا التدهور، وفتح تحقيقات عاجلة لمحاسبة المتقاعسين عن أداء واجبهم، قبل أن يتحول الانفلات الأمني إلى واقع دائم.
وأعرب المواطنون عن قلقهم المتزايد من تأثير هذه الموجة على نسيجهم الاجتماعي واستقرارهم النفسي، في ظل غياب رؤية واضحة للخروج من هذه الأزمة التي تعصف بأمنهم اليومي.
ويبدو أن مدينة أبو قوتة تقف اليوم أمام مفترق طرق أمني، إما أن تتحرك السلطات لتدارك الموقف سريعاً، أو أن تتفاقم الأوضاع نحو مزيد من الفوضى، وسط غضب شعبي لا يهدأ.